في كل بلاد الدنيا عندما يقع شيئا غير طبيعي يقدم المسؤول الأول استقالته، وهذا من حيث المبدأ قبل البحث في الحيثيات إذ قد يكون مسؤولا أو غير مسؤول عن الأزمة، لكن المبدئية تقتضي رحيله حتى يتسنى التحقيق بكل موضوعية، فعندما تقع كارثة معينة يقدم رئيس الحكومة استقالته، ولا يعني أنه فرّط في مهامه، وعندما تقع حادثة سير فظيعة بسبب الطريق يقدم وزير النقل استقالته، فما بالك إن كان المسؤول تقع على كاتفه النتيجة ويتحملها كاملة إن لم يكن متورطا فيها من خلال تدبيريه غير العقلاني.
حديثنا اليوم عن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي استطاب الكرسي لمدة ثماني سنوات ونيف وكأن البلاد لم تلد إطارا غيره يمكن أن يكون يقوم بالمهمة على أحسن ما يرام، وما زال منتشيا ببعض النتائج، أو ببعض المواقع في المنتديات القارية والدولية، التي هي من حق المغرب مهما كان الشخص الذي يترأس الجامعة.
من حيث المبدأ وبعد ثماني سنوات من الهزائم ينبغي أن يقدم فوزي لقجع ومن معه الاستقالة، هذا قبل أي حديث عن النتائج.
لكن بعد الحديث عن النتائج فإن الاستقالة هي الأدنى وإلا ينبغي محاسبة هؤلاء على ما أسرفوا من مال وما أهدروا من طاقة وجهد في غير محله.
سيقول البعض إن أغلب ميزانية الجامعة من المستشهرين. نقول لهؤلاء: الجامعة تحصل على الدعم العمومي، وهو مدفوع من أموال دافعي الضرائب، تم الأموال التي تجنيها من الإشهار والاحتضان. فالأمر لا يتعلق بشركة يمكن اقتسام أرباحها ولكن جامعة منتظمة في إطار قانون الجمعيات، وينبغي أن تصرف الأموال التي تجمعها في أوجهها الحقيقية. والجامعة تحصل على دعم وفير لأنها تقدم خدمة عمومية ولولا ذلك ما حصلت على شيء، وبالتالي لا ينبغي إهدار هذه الأموال في غير وجهه.
سنعطي مثالا أكثر وضوحا: جمعية خيرية تجمع الأموال بإسم الإحسان العمومي، لكن تقوم بصرفه في سهرات وفي فنادق راقية ومشروبات روحية وغيرها، بدل صرفه على أصحابه. هل نقول إنها حرة فيما تجمع أم ينبغي محاسبتها؟
فرئيس الجامعة مسؤول من جهتين، الأولى مبدئية، بما أنه هو المسؤول عن الجامعة فينبغي أن يتحمل الهزيمة ويعلن عن استقالته دون ضجيج ودون تمسك بالكرسي، والثانية، لأنه أصلا متورط في هذه الهزائم باعتباره هو من تعاقد مع المدرب، الذي قدمه لنا بأنه سيحقق نتائج كبيرة، وكل مرة يأتوننا بمدرب يأكل المال الطائل دون طائلة، بينما منتخبات أخرى حققت نتائج كبيرة رغم أن ميزانيتها لا تتعدى ميزانيات “ساندويتشات” منتخبنا والطاقم العريض الذي يرافقه وثمن تذاكر الطائرة التي يستقلها لقجع كل مرة.
حتى نكون منصفين فرئيس الجامعة استطاع خلق توترا داخل المنتخب أولا بإقصائه لعدد من اللاعبين تم داخل المجتمع لأنه استكثر عليه الفرحة حتى لو كانت بسيطة.