لما ظهر فيروس كورونا خصوصا بعد وصوله إلى دول أوروبا ظلت العديد من الدول إن لم نقل جلها، وخصوصا تلك التي كانت تتباهى بمنظوماتها الصحية، (ظلت) تتفرج فيه وهو يقتحم حصونها، ويقتل من يشاء ويصيب من يشاء، وقال بعضهم بضرورة كسب “مناعة القطيع” مثل بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا وقال الرئيس الأمريكي إنه لن يترك الاقتصاد ينهار لمواجهة كورونا فأصبح الموتى بالآلاف في أمريكا، لكن المغرب، البلد الذي لا يتوفر على موارد كبيرة، اتخذ إجراءات استيباقية ولم يتجاوز عدد المصابين حينها المائة، لأن كل نفس مغربية تساوي كثيرا.
في هذا الوقت الذي كانت دول العالم تتفرج على الفيروس كان المغرب سباقا إلى اتخاذ إجراءات احترازية، وبفضل الرؤية الاستيباقية لجلالة الملك تمكن المغرب لحد الآن من محاصرة الفيروس، وذلك عبر فرض حالة الطوارئ الصحية، التي تقتضي عدم الخروج إلا للضرورة القصوى، كما يعاقب القانون من يخرج للشارع للضرورة ولا يرتضي الكمامة الواقية.
هذه الإجراءات جعلت الفيروس لحد الآن تحت السيطرة، رغم الضرر الذي أحدثته على مستوى الاقتصاد وفقدان مئات الآلاف من العمال لوظائفهم، لكن من البداية أمر جلالة الملك باستخراج تعويضات لمن يفقد عمله من صندوق محاربة جائحة كورونا.
وبفضل التعليمات الملكية والتشجيع الذي يقوم به يوميا للعاملين في ساحة المعركة لمواجهة هذا العدو، أظهر الشباب المغرب قدرات خارقة على الإبداع، حيث أبدع ممرا معقما كما اخترع أجهزة تنفس صناعية لمعالجة المصابين، ويحرص وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي والأخضر يوميا على متابعة الشركة الصانعة.
من جهة أخرى ولج المغرب عالم صناعة الكمامات الواقية حتى يحقق الاكتفاء الذاتي بل أصبح مطلبا من بعض الدول من توفير كمامات من صنع مغربي.
هذه الإبداعات في زمن صعب جعلت نجم المغرب يسطع في العالم.