قال إدريس أوعويشة الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي، إنه ومن بين مليون و79 ألف طالب مغربي، يوجد 858 ألف طالب في المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح، وهو ما يمثل 80 في المائة من مجموع الطلبة، مضيفا أن هذا الأمر ينتج عنه عدد من التحديات، التي جاء نظام البكالوريوس لتجاوزها.
وأوضح الوزير أمس الثلاثاء بالبرلمان، أن العمل على إنزال نظام البكالوريوس تم الشروع فيه، لكنه توقف بعد الجائحة، مشيرا إلى أن اعتماد هذا النظام سيتم بمقاربة تدريجية، حيث سينحصر على عدد قليل من الطلبة بهدف التجربة للتجويد قبل التعميم، وسيكون بشكل تطوعي للجامعات التي توجد بها الشروط لإنجاح التجربة.
وبخصوص تنزيل نظام البكالوريوس
وأكد الوزير على البيداغوجية الرقمية، مشددا على أن الرقمنة آتية ولا بد منها، ومستقبل الجامعة في التناوب بين الحضوري وعن بعد، من خلال بيداغوجية متنوعة، فيها حركية، وتتيح إمكانية الحصول على البكالوريوس في أقل من أربع سنوات، مع إمكانية إضافة دورات لاستدراك بعض المواد خلال فصل الصيف.
وأوضح أوعويشة أن مؤسسات الاستقطاب المفتوح المعنية بهذا النظام الجديد، تعاني من الاكتظاظ وانعكاساته، ومن الضغط المتزايد، إضافة إلى هيمنة الطابع الأكاديمي، كما أن الكثير من المسالك متقادمة ولم تتغير منذ عقود.
وإضافة إلى ذلك، تعاني هذه المؤسسات، سواء كليات العلوم أو الآداب أو القانون والاقتصاد أو الكليات متعددة التخصصات، من ضعف انخراط الشركاء لربط التكوين مع التشغيل، وغياب نظام للتوجيه، وضعف المستوى المعرفي العام واللغوي، وعدم تملك الخريجين لكفايات أفقية ومهارات حياتية وذاتية.
وأشار الوزير إلى أن عددا كبيرا من الطلبة يغيرون تخصصهم بين الثانوي والجامعة، فعدد التلاميذ الذين يحصلون على بكالوريا في العلوم والتقنيات يبلغ 52 في المائة، في حين 15 في المائة من هؤلاء فقط من يلجون كليات العلوم، وهو ما اعتبره خسارة كبيرة سببها أساسا اللغة، فالطلبة يدرسون في الثانوي باللغة العربية، وبعد العطلة الصيفية يجدون أنفسهم ملزمين بالدراسة باللغة الفرنسية.
كما سجل الوزير عددا من الإشكالات الأخرى التي تعاني منها المؤسسات الجامعية المفتوحة، إذ إن 16.5 في المائة من الطلبة يغادرون الجامعة في السنة الأولى، و31.3 يحصلون على الاجازة في الوقت القانوني، من أصل 45 في المائة من مجموع الطلبة الذين يحصلون على الدبلوم، في حين أن 47 في المائة منهم يغادرون دون شهادة، وهو ما اعتبره هدرا للمال العام والطاقة والوقت، ويبلغ متوسط السنوات للحصول على الشهادة حوالي 5سنوات.
ولفت أوعويشة إلى أن هؤلاء الطلبة المتواجدون بالكليات ذات الاستقطاب المفتوح، معنيون اليوم بنظام “البكالوريوس”، الذي يحاول تجاوز بعض من هذه الإشكالات، من خلال تجويد المردودية الداخلية وتزويد الطلبة بالمهارات الذاتية والحياتية واللغات والثقافة العامة، وتمكينهم من فرصة الحركة وطنيا ودوليا، واستقلال الطلبة وتعلم اتخاذ القرارات، وقابلية التشغيل والاندماج في سوق العمل.
وذكر أوعويشة بأن نظام البكالوريوس يعمل على برمجة سنة تأسيسية، لضمان الانتقال من التعليم الثانوي للعالي، ولتعزيز استعمال الرقمنة،وإعادة التوجيه واختيار تخصص آخر، مع أخذ شهادات في مستوى اللغات والمعلوميات.