اللوبي المؤيد لإسرائيل يستحضر 250 عامًا من العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة في الكونغرس الأمريكي
في خطوة تسلط الضوء على التقاطعات الجيوسياسية في واشنطن، قدمت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي، بدعم من دوائر الضغط المؤيدة لإسرائيل، مشروع قرار يوم 25 مارس يدعو إلى جعل الذكرى الـ250 لاعتراف المغرب باستقلال الولايات المتحدة حدثًا وطنيًا بارزًا في أمريكا.
يرجع أصل هذه العلاقة إلى عام 1777 عندما كان المغرب من أوائل الدول التي قدمت دعمًا دبلوماسيًا للولايات المتحدة الوليدة، وهو الأمر الذي استشهد به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عند اعترافه بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية عام 2020.
إذ غرد حينها قائلاً: “المغرب كان أول من اعترف بالولايات المتحدة، ولذلك من المنطقي أن نعترف بسيادته على الصحراء”.
يأتي دعم مشروع القرار من جهات مقربة من إسرائيل، في سياق التقارب المتزايد بين الرباط وتل أبيب، والذي تعزز باتفاقيات أبراهام. وتعمل هذه الجهات على استغلال الذكرى التاريخية لتعزيز الروابط الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب، ما يعكس أبعادًا أعمق تتجاوز مجرد الاحتفال الرمزي.
ورغم أن الاعتراف المغربي بالولايات المتحدة عام 1777 يُنظر إليه كإحدى المحطات الدبلوماسية المبكرة، إلا أن بعض المؤرخين يشيرون إلى أن الدعم الفرنسي كان الأهم في استقلال أمريكا، وأن الاتفاق الرسمي الأول بين واشنطن والرباط لم يتم إلا عام 1786 عبر “معاهدة السلام والصداقة”.
مع اقتراب موعد الاحتفال في ديسمبر 2027، تعمل شخصيات سياسية أمريكية مقربة من المغرب على ترسيخ هذه الذكرى في الوعي الأمريكي كدليل على الشراكة العريقة بين البلدين، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات جيوسياسية متسارعة تتشابك فيها المصالح الأمريكية والإسرائيلية والمغربية.
يظل السؤال مطروحًا: هل سيكون هذا الحدث مجرد احتفال رمزي، أم أنه سيؤدي إلى تحولات ملموسة في السياسة الأمريكية تجاه المغرب والمنطقة؟