يبدو أن المغرب على وشك تعزيز شبكة إمداداته الغذائية من خلال استيراد الحليب الطازج المبستر مباشرة من اسكتلندا.
هذا التوجه يأتي في سياق الجهود الرامية إلى تلبية الطلب المحلي المتزايد على المنتجات الغذائية الأساسية، مع السعي لتحقيق تنوع في مصادر الإمداد.
تواجه صناعة الحليب في المغرب العديد من التحديات التي أثرت على الإنتاج الوطني. بين الجفاف المستمر، والأزمات العالمية، وارتفاع أسعار المواد الأولية، شهد القطاع تراجعًا ملحوظًا في الإنتاج منذ عام 2020، حيث انخفضت الكمية الإجمالية من 2.55 مليار لتر إلى أقل من ملياري لتر حاليًا.
هذا الانخفاض كان أكثر حدة في بعض المناطق مثل جهة الدار البيضاء-سطات، مما دفع الفاعلين في القطاع للبحث عن حلول بديلة.
تُعتبر اسكتلندا خيارًا مثاليًا لتعويض النقص المحلي، بفضل وفرة الموارد المائية واعتمادها على نظام تربية قائم على المراعي الطبيعية.
وأكد بول غرانت، رئيس مجلس نمو الألبان الاسكتلندي، خلال حدث زراعي كبير عُقد قرب إدنبرة، أن المناقشات مع الجانب المغربي أحرزت تقدمًا كبيرًا خلال الأشهر الـ12 الماضية، مشيرًا إلى أن الظروف المناخية القاسية في المغرب، وخاصة شُح المياه، دفعت الشركات المغربية للبحث عن موردين خارجيين يتمتعون بموارد طبيعية مستدامة.
سيتم نقل الحليب الاسكتلندي المبستر إلى المغرب عبر حاويات مبردة باستخدام مسار لوجيستي مدروس يربط بين موانئ غرانجماوث، وأنتويرب، والدار البيضاء. لضمان الجودة والمنافسة، سيتم استثمار موارد إضافية في اسكتلندا لتطوير مرافق البسترة وتركيز الحليب لزيادة مدة صلاحيته، بما يتوافق مع متطلبات السوق المغربية.
من المتوقع أن يتم إجراء أول اختبار تجريبي مطلع عام 2025، يليه اختبار شحن إلى المغرب. في حال نجاح المشروع، قد تبدأ الإمدادات المنتظمة مع بداية عام 2026.
وأوضح المصدر أن هذا المشروع ليس بديلاً للإنتاج المحلي أو الحليب المجفف المستورد، بل يهدف إلى تلبية احتياجات المستهلكين المغاربة من منتجات عالية الجودة والمساهمة في تعزيز السوق المحلي.
هذا التعاون يعكس رغبة المغرب في تنويع مصادره وتأمين احتياجاته من المنتجات الأساسية، مع تعزيز شراكاته مع المملكة المتحدة.
كما يضع المغرب في طليعة الأسواق الإقليمية المستهدفة من قبل الشركات الاسكتلندية، التي تدرس أيضًا التوسع في دول أخرى مثل تونس، ومصر، والجزائر.