شدد محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، على أهمية التوازن في تحمل المسؤولية بين الحكومة والأسر لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مشيرًا إلى تصاعد محاولات الأطفال للهجرة، حيث تشمل الفئة العمرية بين ثماني وتسع سنوات.
وقال بنسعيد خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، يوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024، إن العديد من المهاجرين في الأحداث الأخيرة، خاصة في مدينة الفنيدق، كانوا أطفالًا صغارًا، مما يبرز دور الأسر في مراقبة أبنائها، لا سيما أن هؤلاء الأطفال لا يعانون من إشكالات مثل البطالة التي قد تدفع الشباب الأكبر سنًا للهجرة.
وأشار الوزير إلى أن الحكومة تعمل على تعزيز ثقة الشباب في مؤسسات الدولة من خلال تقديم خدمات ومبادرات تعزز الأمل والفرص، مثل “جائزة الشباب” التي مكنت العديد من الشباب من إطلاق مشاريع ناجحة. كما أكد على ضرورة تجاوز خطاب اليأس والإيمان بإمكانية تحقيق النجاح داخل الوطن.
وأضاف بنسعيد أن مشروع “جواز الشباب” يهدف إلى ربط الشباب بالدولة، داعيًا إلى تبني ثقافة الأمل والإيمان بما أسماه “الحلم المغربي”، كجزء من الحلول لدعم فئة الشباب غير المتمدرس وغير العامل.
وفيما يتعلق بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، أوضح بنسعيد أن بعض المحتويات تحرض الشباب على الهجرة، داعيًا الأسر إلى الاضطلاع بدورها في توعية أبنائها ومراقبة استهلاكهم الإعلامي. كما كشف عن توجه الوزارة للحوار مع إدارة منصة “تيك توك”، حيث تم الاتفاق على فتح مكتب للمنصة في المغرب لترويج القيم والثقافة المغربية.
وأكد بنسعيد أن الحظر الكامل للمنصة أمر غير مطروح، داعيًا إلى تفعيل القوانين الحالية لحماية المواطنين من الإساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى صعيد آخر، أوضح الوزير أن الحكومة تسعى إلى تعزيز التواصل مع شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “غوغل” و”فيسبوك”، مشيرًا إلى أن النقاشات تتطلب تنسيقًا إقليميًا لمواجهة التحديات الرقمية والقيمية المشتركة. كما أكد وجود تحالف بين المغرب ودول عربية لطرح رؤية مشتركة تتعلق بالقيم العربية وخصوصية “تمغربيت”.
واختتم بنسعيد حديثه بالتأكيد على أهمية وضع إطار للتفاهم مع هذه الشركات مع احترام حرية التعبير، التي تبقى في صميم التحديات المطروحة على الحكومات الإقليمية.