كشفت معطيات التغيير السياسي في المغرب، وصعود أحزاب ليبرالية جديدة الى الحكم ونهاية حكم “الإسلاميين” ، عن مؤشرات جديدة في تحسن أداء البورصة بالمغرب على إثر ارتفاع قيمة مجموعة من الأسهم وانتعاش على مستوى المعاملات المالية، حيث سجل مؤشر سوق الأسهم المغربية أداء إيجابيا، وارتفع حجم الاستثمارات بشكل ملحوظ في تداولات حصة الخميس و حصة الجمعة، إذ قفز أداء مؤشر مازي بنسبة 1.81 في المائة، مستقرا في مستوى 13.000 نقطة، بعد تحقيق تداولات على أسهم الشركات المدرجة في البورصة بقيمة تجاوزت 469 مليون درهم، أنجزت بشكل رئيسي في السوق المركزي.
وتزامنت مؤشرات الإنتعاش على المستوى المالي، مع المشاورات “الهادئة” لتشكيل الحكومة، وغياب حزب “الإسلاميين” عن المشاورات، في شكل يوضح إهتمام المستثمرين بالاستقرار السياسي، والتخوف من “بلوكاج” حكومي رافق التجارب الحكومية السابقة التي صعد فيها “الإسلاميين”، وتوقف مجموعة من الأوراش و المشاريع.
وعرفت المشاورات اجتماع رئيس الحكومة المعين، مع الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ادريس لشكر، وذلك في إطار المشاورات الرامية إلى تشكيل الحكومة الجديدة، حيث وقال لشكر، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، إن هذا الأخير شكل مناسبة لإجراء “مشاورات تمهيدية حول تصورنا للأوضاع وطنيا ودوليا، وحول ما هو مطروح بالنسبة للشعب المغربي وبلادنا في هذا الظرف الدقيق”، وأضاف أن هذا اللقاء ” كان أيضا فرصة لإبراز ما بذله كل من حزب التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تحت التوجيهات الملكية السامية، خدمة للبلاد “، مؤكدا بهذا الصدد أن حزبه ” لا يزال مستعدا للبذل والعطاء من أجل إنجاح المشروع التنموي الجديد للمملكة “. وهنأ السيد لشكر بالمناسبة رئيس الحكومة المعين على الثقة الملكية السامية في شخصه، وكذا على كسب الرهان باحتلاله المرتبة الأولى في استحقاقات ثامن شتنبر.
و عقد رئيس الحكومة المعين، عزيز أخنوش لقاء مع الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، امحند العنصر، وذلك في إطار المشاورات الرامية إلى تشكيل الحكومة الجديدة، حيث قال العنصر ، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، إن هذا الأخير شكل مناسبة للاستماع إلى رئيس الحكومة المعين حول الطريقة التي يريد أن يشتغل بها لتشكيل الحكومة، وأضاف أن اللقاء ” كان أيضا فرصة لعرض وجهة نظرنا أيضا بهذا الخصوص ” مشيرا إلى أن هذه المشاورات ستتواصل ” وما سيكون صالحا للمغرب هو الأهم والاساسي”.
من جهته أكد الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، عقب اللقاء مع رئيس الحكومة المعين عزيز أخنوش، أنه ستتم مناقشة العرض الذي تقدم به السيد أخنوش، في إطار الهيئات التقريرية للحزب، وأساسا بمجلسه الوطني، وأضاف بركة، في تصريح للصحافة، أن هذا اللقاء الذي يندرج في إطار المشاورات من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، شكل فرصة “لنقاش حقيقي مبني أولا على الروح الوطنية وكذلك على الإرادة القوية من أجل جعل هذه المحطة بالنسبة لبلادنا محطة للتجاوب مع انتظارات المواطنين والمواطنات وكذلك لاسترجاع ثقتهم، ومحطة لبناء المستقبل انطلاقا من النموذج التنموي الجديد” .
وأشار إلى أنه “ستكون هناك مشاورات مهمة مع رئيس الحكومة المعين حول البرنامج الحكومي المقبل من أجل إدراج العديد من الالتزامات ” المتضمنة في البرامج الانتخابية للأحزاب التي ستشكل الأغلبية الحكومية.
وكان أخنوش قد شرع في مشاوراته من أجل تشكيل الحكومة الجديدة بلقاء جمعه بالسيد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، واستقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس الجمعة الماضية، بالقصر الملكي بفاس، عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار وعينه جلالته رئيسا للحكومة، وكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة، وقال أخنوش عقب هذا الاستقبال “سنقوم ابتداء من الآن بفتح مشاورات مع الأحزاب التي يمكن أن نتوافق معها في المستقبل، من أجل تشكيل أغلبية منسجمة ومتماسكة لها برامج متقاربة”.
وكان عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، رشيد الطالبي العلمي، قد أعلن أول أمس السبت، أن هذه المشاورات ستضم مختلف الأحزاب التي حصلت على مقاعد في البرلمان قصد تكوين تحالف حزبي يشكل الحكومة المقبلة.