استفسرت المعارضة بالبرلمان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حول استخدام مبيد “الميثوميل” السام في منتوجات البطيخ الأحمر، وساءل الفريق النيابي لحزب الحركة الشعبية وزير الفلاحة عن أوجه المراقبة المعتمدة، بخصوص استعمال المبيدات الضارة بالصحة، وكذا المنتوجات الفلاحية المعروضة للبيع.
و طالب الفريق النيابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعقد اجتماع للجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، بحضور وزير الفلاحة ومدير المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، من أجل مناقشة موضوع تسويق البطيخ الأحمر الملوث.
وطالب الحزب في المراسلة ذاتها بتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين عن إغراق السوق الوطنية من هذه المنتوجات التي تم رفض تصديرها إلى الخارج بسبب احتوائها على مواد مضرة بالصحة.
وأكد أن الهدف من هذا الاجتماع هو تحديد المسؤوليات في تسويق هذه المنتجات الخطيرة على صحة المواطنين، وعدم استجابة المنتوج المحلي للبطيخ الأحمر لمعايير السلامة الصحية المعمول بها، والاطلاع على التدابير التي اتخذتها الحكومة للسهر على احترام شروط الجودة والسلامة، و يذكر أن المكتب الوطني للسلامة الصحية قد أعلن عن سحب شحنة من البطيخ الأحمر من أحد الأسواق الكبرى في مدينة أكادير تحتوي على هذه المادة الخطيرة.
و جرى إتلاف عشرات الأطنان من هذه الفاكهة الدلاح، حيث عملت مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والسلطات المحلية على عملية إتلاف عشرات الأطنان من البطيخ الأحمر في منطقة العوامرة التابعة لإقليم العرائش، عن طريق نقلها إلى مطرح النفايات بالعرائش ودهسها بالجرافات لمنع أية إمكانية لاستعمالها.
الكميات الهائلة من البطيخ الأحمر التي تم إتلافها تعود بالأساس إلى ثلاث شركات كبرى في منطقة العوامرة، توجه محصولها بالأساس إلى التصدير نحو الأسواق الخارجية، بمخزون إحدى الشركات زاد على 186 طنا.
و تشن السلطات المحلية في العوامرة حملات لمنع بيع هذه الفاكهة الصيفية في الأسواق، بسبب احتوائها على مواد كيماوية مضرة بصحة الإنسان، بعدما تفجرت قضية “البطيخ الأحمر الملوث” عقب إخضاع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية عينة من المخزون المعروض في أحد الفضاءات التجارية الممتازة بمدينة أكادير لتحاليل أظهرت نتائجها أن العينة تحتوي على مكونات غير معتمدة من لدن السلطات المسؤولة في المغرب، ويتعلق الأمر بمادتين نشيطتين “des matières actives” هما Flonicamid و Triadimenol، يستعملها الفلاحون كمبيدات لمحاربة الفطريات والحشرات.
وأفاد مصدر من القطاع الفلاحي في منطقة العوامرة ضواحي العرائش بأن سبب تلوث البطيخ الأحمر في المنطقة راجع إلى ظهور مرض مجهول أصاب الفاكهة؛ ما حذا بالفلاحين، في ظل عدم معرفتهم بنوعية المرض، إلى شراء أنواع مختلفة من الأدوية والمبيدات واستعمالها بشكل عشوائي.
وكان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية قد طالب إدارة الفضاء التجاري الذي اكتُشفت فيه عينة “الدلاح الملوث” بوقف تسويقه، في انتظار إجراء مزيد من الأبحاث، وبتمكين مصالح المكتب من تتبع دفعة البطيخ التي تم إخضاعها للتحليل وتتبع كميات المخزون التي يحتفظ بها الفضاء التجاري بعاصمة سوس.
و قام المكتب بأخذ ما يناهز 300 عينة من البطيخ الأحمر خلال موسم إنتاج “الدلاح” لهذه السنة، حيث أثبتت نتائج التحاليل المخبرية أن عدد العينات المطابقة والسليمة تشكل نسبة 95 في المائة من مجموعة العينات على مستوى السوق الوطنية.