في خطوة مثيرة للجدل قد تُعدّ الأغلى من نوعها في تاريخ العلاقات بين الحكومات، كشفت مصادر مطلعة عن استعداد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقبول طائرة فاخرة من طراز بوينغ 747-8 كهدية من أحد أفراد العائلة الحاكمة في قطر، وسط ترتيبات قانونية معقدة لنقل ملكيتها لاحقاً إلى “مؤسسة مكتبة ترامب الرئاسية”.
ووفق ما أفادت به شبكة ABC News الأميركية، فإن الطائرة المعروفة بـ”القصر الطائر”، والتي تبلغ قيمتها ما بين 75 و100 مليون دولار، من المتوقع أن تُستخدم كطائرة رئاسية مؤقتة خلال ما تبقى من ولاية ترامب الثانية، في حال أُعلن عن الأمر رسمياً خلال زيارته المرتقبة إلى الدوحة.
ورجّحت مصادر متقاطعة أن يتم الإعلان عن قبول الهدية خلال زيارة الرئيس ترامب لقطر الأسبوع المقبل، والتي ستكون أول زيارة خارجية له منذ بداية ولايته الثانية، بحسب الجدول غير الرسمي لتحركاته.
وكان الرئيس الجمهوري قد تفقد الطائرة، التي كان يملكها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، خلال توقفها في مطار ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا في فبراير الماضي، وأبدى إعجابه بتفاصيلها الفاخرة التي تتماشى مع ذوقه المعروف بالبذخ، سواء في العقارات أو النقل الجوي.
قانونية مثيرة للتساؤلات
وتأتي هذه الخطوة في ظل إشكالات قانونية محتملة، حيث يمنع الدستور الأميركي، في ما يُعرف بـ”بند المكافآت” (emoluments clause)، مسؤولي الدولة من تلقي هدايا من حكومات أجنبية دون موافقة الكونغرس. غير أن مصادر ABC أكدت أن محامين في البيت الأبيض ووزارة العدل أعدوا تقييماً قانونياً اعتبر قبول الطائرة ممكناً من الناحية القانونية، شريطة أن تُمنح أولاً إلى وزارة الدفاع، ثم تُحوّل لاحقاً إلى مؤسسة ترامب الرئاسية غير الربحية.
واعتبر المستشار القانوني ديفيد وورينغتون، والمدعية العامة السابقة بام بوندي، أن “نقل الملكية وفق هذا التسلسل لا يُعد انتهاكاً للقوانين الفيدرالية أو الدستورية، بما أن الطائرة لا تُمنح مباشرة للرئيس كشخص، بل لجهة رسمية ثم لمؤسسة ثقافية”.
تأخر في تحديث الأسطول الرئاسي
ويأتي هذا التطور بعد سلسلة من التأخيرات التي طالت مشروع تحديث الطائرات الرئاسية الأميركية. وكانت إدارة ترامب قد وافقت في 2018 على طلب تصنيع طائرتين جديدتين من طراز “بوينغ 747-8″، إلا أن عمليات التسليم تأخرت، ما دفعه – حسب تقارير صحافية – إلى النظر في بدائل مؤقتة، بينها الطائرة القطرية المعروضة للبيع آنذاك.
وبحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ، فإن الطائرة تتمتع بتجهيزات فائقة الفخامة، وتشبه من الداخل “قصراً طائراً”، ما ينسجم مع تطلعات ترامب لاستبدال الطائرتين الرئاسيتين الحاليتين اللتين يراها “من الطراز القديم”.
وفي حال تم قبول الهدية بشكل رسمي، فإنها ستفتح نقاشاً واسعاً في واشنطن حول حدود العلاقة بين السلطة التنفيذية والهدايا الأجنبية، وقد تضع سابقة قانونية وإدارية غير معهودة في تاريخ البيت الأبيض.