فجرت فضيحة “إستقالات” مجموعات من الشباب من حزبي التجمع الوطني للأحرار و الاصالة والمعاصرة، غضبا على عمليات “الإقصاء” و “التمييز” الممنهجة من الترشيح للإنتخابات البرلمانية، بعد وعود بترشيح عدد من الوجوه الشبابية ورؤساء جمعيات، حيث عرفت جهة الدار البيضاء نزيف استقالات من حزب أخنوش، إحتجاجا على الإخلال بوعود الحزب ومحاولات ما أسموه “بيع الوهم” للشباب لعمل خدمات “السخرة” ومساعدة الأعيان وأصحاب المال على الصعود الى البرلمان”.
وإلتحق مجموعة من الشباب بأحزاب الحركة الشعبية والإستقلال و جبهة القوى الديمقراطية، للدخول الى غمار الترشيح للانتخابات التشريعية المقبلة، ولعب دور محوري في العملية السياسية عوض لعب دور ما أسموه بـ”الكومبارس”، بعدما استغلت الأحزاب “الباطرونا” حاجة الشباب الى العمل و الشغل وطرح وعود التشغيل لمواجهة بطالة الشباب، قبل أن يكشف الشباب “تحايل” وجوه سياسية تحاول الصعود للبرلمان بدعم جمعيات الشباب بجهة الدار البيضاء ومنطقة بني ملال .
و كشفت دراسة حديثة عن وجود اتجاهات وتخمينات سلبية نحو الانتخابات المقبلة في صفوف العينة التي شملتها الدراسة، والتي استهدفت الشباب من 18 إلى 40 سنة، وأظهرت نتائج الدراسة التي أنجزها مصطفى تاج، باحث في سلك الدكتوراه تخصص القانون العام والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس الرباط، على عينة من 1516 مشاركة ومشاركا، أن ثلثي المشاركين في الدراسة لديهم اتجاهات وتخمينات سلبية إزاء الانتخابات المقبلة، ويعتبرون بأنها لن تشكل تغييرا نحو تحقيق التنمية، وبالرغم من أن ثلث المجتمع المدروس عبر عن اتجاهات سلبية إزاء العملية الانتخابية، فإن ربع المشاركين في الدراسة صرحوا بممارستهم للسياسة؛ فيما عبر الربع الثاني عن اهتمامه وتتبعه للشؤون السياسية، ما يعني أن قرابة 54.7 في المائة من الشباب يمارسون السياسة بشكل مباشر أو بطرق غير مباشرة.
وبلغت نسبة الشباب المدروس الذين صرحوا بانتمائهم إلى إحدى الهيئات الحزبية المغربية 30.7 في المائة؛ وهو رقم اعتبره الباحث مصطفى تاج، في تحليله لنتائج الدراسة، “مهما مقارنة مع ما هو معروف ومتداول”، إلا أن هذا المعطى، بحسبه، “يطرح السؤال حول أسباب ابتعاد 70 في المائة المتبقية عن الانتماء الحزبي؟ وما الأسباب التي جعلت 34 حزبا الموجودة تعجز عن استقطابها؟”.
وتفيد نتائج الدراسة بارتفاع منسوب غياب الثقة لدى المجتمع المدروس في الأحزاب السياسية؛ فقد بلغت نسبة الذين صرحوا بأنهم لا يثقون في الأحزاب 44.7 في المائة، ووصلت نسبة الذين صرحوا بأنهم لا يتعاطفون مع أي حزب سياسي إلى 63.4 في المائة.
ويرى الباحث مصطفى تاج أن الأرقام المذكورة تستدعي من الأحزاب السياسية أن تجويد عملها وإبداع آليات تواصلية وتنظيمية تعيد الثقة إليها”، معتبرا أن مسألة انعدام الثقة في الأحزاب المتواجدة “هي لوحدها كافية لتمديد مساحات العزوف والابتعاد عن أداء الواجب الانتخابي الوطني”.
وفيما يتركز اهتمام الأحزاب السياسية على ما سيتحقق لها من مكاسب في الانتخابات التشريعية والجماعية المقبلة، تفيد الدراسة التي أنجزها تاج بأن أولية الشباب المغربي اليوم هي التوجيه والدعم من طرف الدولة من أجل إنشاء مقاولات خاصة بهم، يليها توفير نظام تعليمي جيد يساعدهم على متابعة الدراسة؛ بينما بلغت نسبة الذين عبروا عن حاجتهم إلى العمل في الوظيفة العمومية 29.5 في المائة.
و بينت نتائج الدراسة أن ثقة الشباب المغربي في القطاع الخاص ضعيفة جدا، إذ لم تتعد نسبة الشباب الذين عبروا عن حاجتهم إلى فرصة عمل في هذا القطاع 3.4 في المائة، ويمثل الشباب ذوو المستويات الجامعية المشاركون في الدراسة 76.5 في المائة (1149 مشاركا)، يليهم ذوو المستوى الثانوي بنسبة 12.1 في المائة (182 مشاركا)، ثم الشباب الخاضعون للتكوين المهني بنسبة 6.5 في المائة (97 مشاركا)، ثم ذوو مستوى تعليمي إعدادي بنسبة 4.1 في المائة (62 مشاركا)، ثم ذوو مستوى تعليمي ابتدائي بنسبة 0.7 في المائة (11 مشاركا”.