في موقف يؤكد استمرار النهج الأمريكي الداعم للوحدة الترابية للمملكة، أبلغت المسؤولة الرفيعة عن الشؤون السياسية في وزارة الخارجية الأمريكية، ليزا كنا، المبعوث الأممي للصحراء، ستيفان دي ميستورا، بأن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تحت سيادته تُعدّ الحل الوحيد والواقعي لإنهاء النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وجاء ذلك خلال لقاء جمع الطرفين، مساء الخميس، في إطار “التشاور بشأن مساهمات دي ميستورا القيّمة والمستمرة في تعزيز السلام في الصحراء المغربية”، حسب ما ذكرته كنا عبر تدوينة على حسابها الرسمي في موقع “إكس” (تويتر سابقاً).
وأكدت المسؤولة الأمريكية أنها نقلت بشكل مباشر للمبعوث الأممي الموقف الثابت لواشنطن، الذي يرى في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الإطار الوحيد الممكن للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم، داعية في السياق ذاته إلى ضرورة جلوس جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت، لتسوية النزاع وفق هذه المبادرة التي وصفتها بـ”الجدية والموثوقة”.
وتأتي هذه التصريحات لتنسجم مع الموقف الذي عبّر عنه وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، خلال استقباله لنظيره المغربي ناصر بوريطة قبل يومين في واشنطن، حيث أكد على اعتراف بلاده بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وشدّد على أن مقترح الرباط هو الإطار العملي الوحيد لحل النزاع بما يضمن الاستقرار الإقليمي.
وفي بيان رسمي نُشر على موقع وزارة الخارجية الأمريكية، أكد المتحدث باسم الوزير أن واشنطن لا تزال ترى في الحكم الذاتي “الحل الوحيد الممكن” لإنهاء النزاع، مشيراً إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب كان قد دعا كافة الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات مباشرة دون تأخير، باستخدام المبادرة المغربية كأساس للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين.
وأكد وزير الخارجية روبيو، بحسب المصدر ذاته، أن الولايات المتحدة ستواصل القيام بدور فعّال في تسهيل التقدم نحو هذا الهدف، في إطار دعمها الكامل للجهود الأممية، وحرصها على الاستقرار الدائم في المنطقة.
وتُعد هذه التصريحات تأكيداً على التقارب الاستراتيجي بين الرباط وواشنطن، في ظل تزايد التأييد الدولي للمبادرة المغربية، التي اعتُبرت من قبل عدة عواصم كبرى، بما فيها باريس ومدريد وبرلين، مرجعية أساسية لحل سياسي يراعي سيادة المغرب ويحفظ الأمن الإقليمي.