فجرت “إحتفالات عاشوراء” بؤرا من التخريب والفوضى وإشعال النيران في عجلات السيارات القديمة، بعدد من الشوارع والأزقة بالمدن الكبرى، وظهرت سلوكيات مشينة وتصرفات غير قانونية، من مجموعات شبابية ومراهقة إمتلأت حقدا وجهلا على النظام العام، ودفعها الشحن على وسائل التواصل الإجتماعي الى مواجهة عناصر الأمن عبر رميها بـ”مفرقعات وألعاب نارية”، حيث بدت المجموعات في مختلف المدن متشبعة بفكر “الفايسبوك” الحاقد على استقرار المغرب والنافث سمومه ضد المؤسسات، جعلت العقول “الفارغة” تتشبع بفكر الظلاميين وصفحات العدل والإحسان وصفحات “الدواعش” على وسائل التواصل الإجتماعي، وأمام غياب التأطير الحزبي واستقالة المفكرين والإعلام العمومي من تربية وبث روح المواطنة في نفوس الشباب، الأمر الذي دفعها في مشاهد مأساوية الى مواجهة عناصر الأمن المؤتمنة على سلامة النظام العام والحفاظ على الأرواح و الممتلكات.
وواجهت العناصر الأمنية، تصرفات المشينة للمراهقين والشباب “المغرر به”، بعدما أشعلت المجموعات النيران في عجلات السيارات، واللعب بجهل بمفرقعات حارقة، حولت بعض الأحياء الى ساحات معركة، تناقلتها وسائل التواصل الإجتماعي بقوة، وفي استراتيجية مشبوهة وضعت وروجت الفيدوهات التي تظهر نوعا من “السيبة” في الشارع العام، الأمر الذي يستدعي فتح تحقيقات موسعة في طريقة نشر فيديوهات الغعرض منها غير بريء، وربما تقف ورائها أيادي خفية تحاول زرع البلبلة وعدم الإستقرار.
هذا وتمكنت العناصر الأمنية من الضرب بقوة على أيدي المخربين، حيث أسفرت العمليات الأمنية التي باشرتها مصالح الأمن على الصعيد الوطني، خلال ليلة السبت الأحد، لتطبيق إجراءات منع التجمعات بالشارع العام المرتبطة بطقوس الاحتفال بمناسبة “عاشوراء”، عن توقيف 157 شخصا، من بينهم قاصرون، وذلك للاشتباه في تورطهم في أعمال الشغب والرشق بالحجارة ومقاومة عناصر القوة العمومية وإضرام النار في العجلات المطاطية بالشارع العام.
وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن هذه العمليات الأمنية الميدانية نتج عنها أيضا إصابة 17 موظفا للشرطة و11 عنصرا من القوات العمومية بجروح وإصابات جسدية مختلفة، جراء تعرضهم للرشق بالحجارة والمفرقعات النارية، بالإضافة إلى تسجيل خسائر مادية وتكسير للواقيات الزجاجية بثماني سيارات تابعة لمصالح الأمن الوطني وسيارتين تابعتين للسلطات المحلية، فضلا عن إحصاء خسائر مادية بمجموعة من السيارات والممتلكات الخاصة.
وفي المقابل، يضيف المصدر ذاته، مكنت العمليات الأمنية الاستباقية من حجز العشرات من الإطارات المطاطية وحوالي ألف وحدة من الشهب والمفرقعات النارية، كانت معدة للاستعمال خلال الاحتفالات بهذه المناسبة.
وأوضح البلاغ أن المشتبه فيهم الراشدين تم الاحتفاظ بهم تحت الحراسة النظرية، فيما أخضع القاصرون للمراقبة الشرطية، رهن إشارة الأبحاث التي تجريها فرق الشرطة القضائية بإشراف من النيابات العامة المختصة، وذلك لتحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة إليهم.