أظهرت بيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، أن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت في أكتوبر إلى أعلى مستوى لها في 18 شهرا، وارتفع مؤشر الفاو لأسعار الغذاء، الذي يتابع أسعار السلع الغذائية الأكثر تداولا على مستوى العالم، اثنين بالمئة إلى 127.4 نقطة الشهر الماضي من 124.9 نقطة معدلة في شتنبر.
وأظهرت البيانات أن المؤشر زاد بذلك 5.5 بالمئة عن العام الماضي ووصل إلى أعلى مستوى له منذ أبريل 2023 رغم أنه كان أقل بنسبة 20.5 بالمئة عن المستوى القياسي الذي سجله في مارس 2022 بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وقالت الفاو إن أسعار جميع الفئات ارتفعت باستثناء اللحوم، إذ قفزت أسعار الزيوت النباتية بأكثر من سبعة بالمئة عن الشهر السابق بدعم من المخاوف بشأن إنتاج زيت النخيل.
وذكرت منظمة الأغذية والزراعة أن المخاوف المستمرة بشأن توقعات الإنتاج في البرازيل خلال عامي 2024 و2025 دعمت زيادة أسعار السكر بشكل أكثر اعتدالا في أكتوبر عندما ارتفعت 2.6 بالمئة.
وفي تقرير منفصل عن الحبوب، خفضت الفاو توقعاتها للإنتاج العالمي خلال عام 2024 إلى 2.848 مليار طن من 2.853 مليار طن كانت متوقعة قبل شهر، وأدى التعديل إلى توقعات بانخفاض الإنتاج 0.4 بالمئة عن العام السابق، لكنه يظل عند ثاني أعلى مستوى له على الإطلاق.
و يكشف “استطلاع المخاطر العالمي لعام 2024” عن العلاقة المعقدة بين الكوارث الطبيعية ومستويات المرونة على الأصعدة الفردية والعائلية والاجتماعية. ويبرز تأثير الزلزال الكبير في المغرب على هذا المؤشر، حيث شهدت البلاد انخفاضًا ملحوظًا في مؤشر المرونة بلغ سبع نقاط بين عامي 2021 و2023، ليصل إلى 44 نقطة، مما يجعلها من بين أكبر الانخفاضات على مستوى العالم.
في المغرب، لوحظ انخفاض لافت في الأبعاد الفردية والعائلية للمرونة، بينما لم يُسجل أي تغيير كبير في المرونة المجتمعية أو الاجتماعية، وفقًا لنتائج الاستطلاع، الذي يُجرى كل عامين كجزء من استطلاع “غالوب” العالمي، ويتميز بتغطية واسعة لا مثيل لها على مستوى العالم، حيث يعتمد الإصدار الأخير لعام 2024 على 147 ألف مقابلة في 142 دولة.
و استنادًا إلى التقرير، كان المغرب واحدًا من الدول التي شهدت أكبر زيادة في تعرض سكانها للكوارث مقارنة بالاستطلاع السابق، ففي عام 2021 تعرض 23 بالمائة من المغاربة لكارثة من أي نوع، وكانت أغلب هذه الكوارث عبارة عن فيضانات وجفاف وحرائق غابات. أما في 2023، فقد ارتفعت هذه النسبة إلى 59 بالمائة ، حيث كان الزلزال هو الكارثة الرئيسية التي أثرت على معظم السكان، مما أدى إلى تأثر 87 بالمائة من المغاربة بشكل مباشر أو غير مباشر بهذا الحدث المدمر.
وتأثرت المرونة الفردية بشكل كبير، حيث أفاد 23 بالمائة فقط من المغاربة بأن لديهم القدرة على حماية أنفسهم أو أسرهم من تأثير الكوارث في المستقبل، مقارنة بـ 52 بالمائة في 2021. بين الأشخاص الذين تعرضوا للكارثة، انخفض هذا الرقم إلى 19 بالمائة، وهذا يشير إلى أن الكوارث الكبيرة قد تقوض بشكل كبير شعور الأفراد بقدرتهم على التأثير في مصيرهم.
وشهدت المرونة الأسرية أيضًا انخفاضًا ملحوظًا. أفاد 12 بالمائة فقط من المغاربة بأن لديهم خطة منزلية للتعامل مع الكوارث في 2023، مقارنة بـ 18 بالمائة في 2021. هذه النسبة المنخفضة تشير إلى تراجع الثقة في قدرة الأسر على التكيف مع الأزمات المستقبلية.
وأشار التقرير إلى أن الزلزال الذي وقع في شتنبر 2023 في المغرب كان الأقوى منذ أكثر من مئة عام. وأضاف أن هذه الكارثة الكبيرة، التي أثرت بشكل مباشر على نحو 380 ألف شخص وأسفرت عن نحو 3 آلاف حالة وفاة، تركت آثارًا نفسية عميقة على السكان.
وتابع التقرير بأنه كان لزلزال الحوز التأثير الكبير في تراجع شعور الأفراد بالأمان والقدرة على التحضير لمثل هذه الكوارث في المستقبل، رغم أن هذه الظاهرة لا تقتصر على المغرب فقط، بل يمكن ملاحظتها أيضًا في البلدان التي تعاني من النزاعات وعدم الاستقرار.
كما أظهرت نتائج استطلاع المخاطر العالمي أن المجتمع المغربي أبدى استجابة جماعية إيجابية بعد الزلزال، فقد شهدت البلاد زيادة كبيرة في تبرعات المواطنين للجمعيات الخيرية، حيث ارتفعت النسبة من 2 بالمائة في 2022 إلى 18 بالمائة في 2023. يعكس هذا ارتفاعًا في استجابة المجتمع المغربي لدعم بعضهم البعض في أوقات الأزمات، وفقا للتقرير.
ويُظهر التقرير كيف أن الكوارث الطبيعية النادرة، مثل زلزال الحوز، يمكن أن تُقلل بشكل كبير من قدرة الأفراد على التعامل مع المستقبل. لكن في الوقت نفسه، توفر هذه التجربة فرصة لصانعي السياسات لإعادة بناء الثقة في قدرة المواطنين على التكيف مع الكوارث المستقبلية، إلى جانب إعادة بناء البنية التحتية المدمرة.