كشف تقرير دولي على أن استقرار المغرب وقوة أمنه وحنكته تعد من العوامل التي تجعل المغرب في منأى عن المخططات الإرهابية والتي يتم إفشالها بفضل الضربات الإستباقية التي تقودها الأجهزة الأمنية المغربية .
وقال التقرير السنوي للمرصد الدولي للدراسات حول الإرهاب، إن الأجهزة الأمنية المغربية قامت في السنة المنصرمة بتوجيه عدة ضربات استباقية إلى التنظيمات الإرهابية حالت دون تسجيل أي اعتداء إرهابي في المملكة، في الوقت الذي سجل فيه 1535 اعتداء في 327 بلدا في مختلف القارات، على رأسها أفغانستان، مخلفا 9262 قتيلا.
وااف التقرير الذي أنجز بتعاون مع الحكومة الإسبانية أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسبانية نفذت السنة الماضية 25 عملية أمنية في مكافحة الإرهاب، كللت باعتقال 58 مشتبها فيهم، 29 منهم كانوا قد تطرفوا في السجون. وتابع التقرير أن المغاربة يمثلون 40 في المائة من مجموع الموقوفين، أي أن عدد المغاربة بلغ 23 موقوفا مقابل 16 إسبانيا، فيما البقية تتوزع بين الجاليات الجزائرية والسورية والموريتانية والتونسية والمصرية والليبية والعراقية.
و أبرز التقرير أن ” المغرب واحد من البلدان الثلاثة، إلى جانب موريتانيا والسنغال، التي لم تسجل أي اعتداء على طول سنة 2019،و لهذا، المغرب هو البلد الوحيد في المغرب الكبير الذي لم يضربه الإرهاب الجهادي السنة المنصرمة”.
وقال التقرير عن اعتداء إمليل نواحي مراكش في 17 دجنبر 2018 والذي طبع سنة 2019 بالمغرب، وأنه وعيا من قبل السلطات المغربية بأهمية السياحة على الاقتصاد، حكمت على المنفذين الرئيسيين الثلاثة للاعتداء بالإعدام”.
وأردف التقرير أن الأجهزة الأمنية المغربية اعتقلت 89 مشتبها فيهم في 27 عملية أمنية في مختلف مدن المملكة سنة 2019.
وعلى المستوى الإقليمي والدولي، يشير التقرير إلى أن 40 في المائة من مجموع القتلى ضحايا الاعتداءات الإرهابية سجلت في وسط وجنوب آسيا، فيما سجلت نسبة 39.2 في المائة في إفريقيا جنوب الصحراء، ونسبة 18.5 في المائة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، علما أن أغلب الاعتداءات المسجلة في هذه المنطقة تمت في الشرق الأوسط، ونسبة 1.6 في المائة جنوب شرق آسيا، ومعدل 0.2 في المائة في أوروبا الغربية. وعلى مستوى الدول الأكثر استهدافا من قبل الإرهاب سنة 2016، حلت أفغانستان في الصدارة، متبوعة بالعراق، ونيجريا، وبوركينافاسو، وسوريا، إذ أن 68 في المائة من الضحايا القتلى سُجلت في هذه الدولة، أي 6321 قتيلا من 9262 قتيلا في العالم.
وبخصوص الجماعات الأكثر إثارة للرعب في العالم، يوضح التقرير أن حركة طالبان الأفغانية كانت الأكثر دموية، بحيث قتلت 2589 شخصا، متبوعة بداعش التي قتلت 1196 شخصا، وحركة الشباب الصومالية التي قتلت 539 شخصا، فيما خلفت بوكو حرام 537 قتيلا.
وحذر التقرير من التهديدات التي تواجهها المنطقة بسبب انتشار الإرهاب في منطقة الساحل، بحيث “بلغت أبعادا مقلقة، لكنه لا يحظى بأي اهتمام إعلامي”.
مقال تحليلي آخر نشره المرصد الدولي للدراسات حول الإرهاب قال إن ” نجاح نموذج المغرب في مكافحة الإرهاب أعطاه سمعة جيدة في المنطقة، بحيث أصبح يلهم الكثير من الدول”. مع ذلك، يعتقد المقال أن ما يقلق المسؤولين المغاربة والمجتمع الدولي هو “ارتفاع المقاتلين المغاربة في صفوف الجماعات الإرهابية مثل داعش، علاوة على تداول أسماء مغاربة في الاعتداءات الإرهابية في العالم”. واستطرد قائلا: “رغم الجهود المبذولة، إلا أن تجنيد الشباب في صفوف الجماعات الإرهابية لا يتوقف” .
وأورد التحليل أن نجاح الإستراتيجية المغربية في محاربة الإرهاب لا يمكن ربطه فقط بالمقاربة الأمنية، بل هناك عوامل متعددة ذات طابع سياسي واجتماعي. لكن “العنصر المفتاح الذي لا يمكن إغفاله هو أن المغرب ليس هدفا استراتيجيا كبيرا للجماعات الإرهابية. فحسب تصريحات العديد من الجماعات الجهادية مثل داعش والقاعدة، فهدفها الرئيس هو الانتقام من تدخل الدول – لاسيما الغرب- في الشؤون الداخلية للبلدان المسلمة والعربية، عبر تنفيذ اعتداءات على نطاق واسع”. وأضاف: ” السياسة الخارجية المحايدة للمغرب بخصوص النزاعات في العالم العربي والإسلامي تسمح له بالتواجد خارج بؤرة اهتمام الجماعات الإرهابية عامل آخر لا يقل أهمية هو أن الجماعات الإرهابية تفضل الاستقرار في المناطق غير المستقرة مع ذلك، فاستقرار المغرب يجعله بعيدا عن متناول هذه الجماعات”.