لا تزال تداعيات وفاة أربعة مواطنين في قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي مولاي يوسف في الرباط تثير القلق والجدل، بعد بيان توضيحي أصدرته وزارة الصحة، أكدت فيه أن الوفاة جاءت نتيجة مضاعفات للأمراض التي كان يعاني منها المرضى قبل دخولهم القسم، حيث كانوا في حالات صحية حرجة، وأنها لم تكن ناتجة عن العطل التقني الذي أصاب نظام إمداد الأوكسجين في المستشفى.
في هذا السياق، تقدم رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، رشيد الحموني، بطلب لرئيس مجلس النواب في 16 ديسمبر 2024، لفتح النقاش في جلسة الأسئلة الشفهية الأسبوعية حول “جودة الخدمات وتوفر الوسائل في أقسام الإنعاش بمستشفيات المملكة”. ويأتي هذا الطلب في وقت حساس، إثر ما تداولته وسائل الإعلام والرأي العام عن حادثة العطل التقني في نظام إمداد الأوكسجين في المركز الاستشفائي مولاي يوسف، الذي يُعتقد أنه قد يكون أحد العوامل التي ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في وقوع الوفيات.
وأكد الفريق النيابي أن البيان التوضيحي لوزارة الصحة، الذي اعترف بحدوث العطل التقني يوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2024، لم يكن دقيقاً في تفسير العلاقة بين العطل وحالات الوفاة، مشيراً إلى أن الوزارة أكدت أن الوفيات كانت ناتجة عن مضاعفات الأمراض المزمنة التي كان يعاني منها المرضى قبل دخولهم قسم الإنعاش، إلا أن هذا التوضيح لم يبدد شكوك الرأي العام.
وأعرب الفريق عن قلقه من تزايد الحالات التي تظهر فيها تقصيرات في أقسام الإنعاش، مشيراً إلى أن هذه الأقسام، التي تمثل خط الدفاع الأول في صون حياة المرضى، تتطلب أعلى مستويات الجودة والجاهزية من حيث المعدات والكوادر الطبية. كما أكد أن عدم توفر هذه الإمكانيات في بعض المستشفيات يُعرض حياة المرضى للخطر، وهو ما يتطلب مراقبة دقيقة واستجابة عاجلة من الجهات المعنية.
من جهة أخرى، طالبت الشبكة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات القانونية والإدارية عن الحادثة. كما انتقدت بشدة ما ورد في بيان وزارة الصحة، معتبرة أن البيان تضمن “تلاعباً واضحاً” في تحديد توقيت العطل، حيث أشار إلى وقوع الحادث في الساعة 10:35 صباحاً، بينما ورد في بعض المصادر الرسمية أن الوقت كان 11:35، ما يثير تساؤلات حول مصداقية الرواية الرسمية.
وذكرت الشبكة الحقوقية أن الوزارة في محاولتها إلقاء اللوم على “مضاعفات مرضية” بدلاً من العطل الفني، تتجاهل حقيقة أن انقطاع الأوكسجين في أقسام الإنعاش يُفاقم أي حالة مرضية بشكل خطير، ويعرض حياة المرضى للخطر، وهو ما يستدعي تحميل المسؤولين عن تلك الانقطاعات المسؤولية الكاملة.