حذر بيار أوليفييه غورينشاس، كبير خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي، من أن الخطط الاقتصادية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قد تؤدي إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة. تصريحات غورينشاس جاءت قبل أيام من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حيث سلط الضوء على السياسات الاقتصادية المثيرة للجدل التي يقترحها الرئيس المنتخب.
أشار غورينشاس في مقابلة مع وكالة فرانس برس إلى أن سياسات مثل زيادة الرسوم الجمركية وتقييد الهجرة من المحتمل أن تؤدي إلى تقليص جانب العرض في الاقتصاد، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع. في المقابل، سياسات خفض الضرائب وتقليل البيروقراطية التي يقترحها ترامب قد تعزز الطلب، مما يزيد من الضغوط التضخمية.
وقال غورينشاس: “الخلاصة هي أن المخاطر التضخمية تبدو متصاعدة بالنسبة للاقتصاد الأميركي في ظل هذه الخطط”.
في تقريره المحدث حول آفاق الاقتصاد العالمي، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي، بما في ذلك النمو الأميركي، لكنه أشار إلى عدم إدراج مقترحات ترامب بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بها.
من جهة أخرى، أظهرت البيانات أن الأسواق قلصت توقعاتها بشأن تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة من قبل الاحتياطي الفدرالي الأميركي في 2025، مع احتمالية ألا يقوم بأكثر من تخفيضين بواقع ربع نقطة مئوية.
وفيما يخص الصين، التي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، سلط التقرير الضوء على أزمة قطاع العقارات وعدم اليقين بشأن السياسات التجارية. توقع صندوق النقد الدولي أن يتباطأ نمو الصين أكثر رغم حزم الدعم المالي التي تقدمها الحكومة.
وأكد غورينشاس: “هناك مخاوف من دخول الصين في مرحلة انكماش إذا لم تبذل السلطات مزيدًا من الجهود لدعم الاقتصاد”.
وسجل الاقتصاد الصيني نموًا بنسبة 5% في 2024، وهي أبطأ وتيرة منذ ثلاثة عقود باستثناء فترة جائحة كوفيد-19.
تأتي هذه التحذيرات في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحديات عديدة، من بينها التوترات الجيوسياسية والتغيرات في سياسات التجارة العالمية.
في ظل هذه الظروف، تظل الحاجة ملحة إلى سياسات اقتصادية متوازنة لتجنب مخاطر التضخم والانكماش في أكبر اقتصادين في العالم.