في عملية نوعية رسمت تفاصيلها بحذر على طول الشريط الساحلي لمدينة العرائش، نجحت عناصر الشرطة القضائية، بتنسيق محكم مع نظيرتها بتطوان، وبدعم استخباراتي دقيق من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء اليوم الأربعاء، في قطع الطريق أمام محاولة ضخمة لتهريب شحنة تقدر بطنين من مخدر الشيرا، كانت في طريقها لعبور البحر نحو الضفة الأخرى.
التحرك الأمني لم يكن وليد اللحظة، بل جاء ثمرة تتبع ورصد متواصلين، انتهيا بتطويق المكان قبل أن يتحرك المهربون لتنفيذ خطتهم. لحظة الصفر كانت حاسمة، حيث باغتت الفرق الأمنية المشتبه فيهم وهم منهمكون في تجهيز شحنة المخدرات للتحميل، على مقربة من الشاطئ. التوقيف تم بسلاسة وبدون مقاومة، وتمت السيطرة على الوضع بسرعة ودقة.
ثمانية أشخاص تتراوح أعمارهم بين 39 و59 سنة، وقعوا في قبضة الأمن، وسط كم هائل من الأدلة التي تدينهم. الحصيلة كانت ثقيلة: 51 رزمة من مخدر الشيرا، بلغ مجموع وزنها طنين، إلى جانب زورق مطاطي ومحرك بحري، وسيارتين بلوحات ترقيم مزورة كانت تستعمل في التنقل والتمويه.
التحقيقات، التي تتولاها المصلحة الولائية للشرطة القضائية بتطوان تحت إشراف النيابة العامة، تسير في اتجاه كشف خيوط الشبكة، وتحديد هويات باقي المتورطين أو المساهمين المحتملين في هذه العملية التي توحي بأنها جزء من نشاط منظم وذي امتدادات تتجاوز المنطقة.
العملية تعكس، مرة أخرى، فعالية التنسيق بين الأجهزة الأمنية المغربية، ويقظتها المستمرة في التصدي لشبكات التهريب الدولي للمخدرات، التي تحاول اتخاذ السواحل الشمالية للمملكة بوابة عبور نحو أوروبا. لكن هذه المحاولة، على غرار سابقاتها، اصطدمت بجدار من الجاهزية والمهنية.