كشف وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، عن الدور الاستثنائي الذي يلعبه التاجر الصغير، أو ما يُعرف بين المغاربة بـ”مول الحانوت”، في حياة المواطنين اليومية.
لم يكن حديث الوزير تقليديًا عن الاقتصاد أو التجارة فحسب، بل جاء ليبرز جانبًا إنسانيًا وعميقًا، حيث أشار إلى أن “مول الحانوت” لا يقتصر دوره على بيع السلع فقط، بل يتعدى ذلك ليصبح ملجأً وداعمًا لاحتياجات زبائنه اليومية، حتى خارج حدود التجارة.
في جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، كشف الوزير أن التاجر الصغير يقدم لزبائنه سلفًا يبلغ متوسطه 840 درهم لكل زبون.
والأمر الأبرز أن نحو 30% من هذه المبالغ تُصرف على احتياجات شخصية لا علاقة لها بالسلع المباعة، وكأن “مول الحانوت” يتحول إلى مؤسسة صغيرة لدعم الأفراد والمجتمع، ليصبح أحد أكثر مظاهر التضامن الاجتماعي الحقيقية في المدن والأحياء.
وفي إطار جهود الحكومة لدعم هذه الفئة، أعلن مزور عن خطوات ملموسة تشمل تطبيق 70% من التوصيات الخاصة بحل مشكلات صغار التجار.
وشملت هذه الجهود مشاريع مهمة كالتوسيع الشامل للحماية الاجتماعية، والورش الجبائي، إضافة إلى رقمنة القطاع، وتسهيل حصول التجار على تمويلات عبر اتفاقيات شراكة مع عدد من البنوك.
كما لفت الوزير إلى مكانة “مول الحانوت” في الاقتصاد الوطني، موضحًا أنه يشكل حوالي 80% من نقاط البيع في المغرب، رغم وجود المتاجر الكبرى والشركات الضخمة، مغربية وأجنبية.