من منا ينكر التأثيرات النفسية التي خلفها انتشار فيروس كورونا بمختلف دول العالم على الصحة النفسية للأفراد، سواء بفرض الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي وتجنب المصافحة أو بعدم التنقل.
وعلاقة بالموضوع، أوضح الدكتور عبد الله ورديني الأخصائي في الأمراض العقلية والنفسية، أن جائحة كورونا خلفت “صدمة” بأوساط الشعب المغربي، لأنها فرضت الحجر الصحي في البيوت وحرمت الناس من التنقل والتصافح وفرضت عليهم مجموعة من الإجراءات كالتزام التباعد وعدم التوجه إلى مقرات العمل أو التنقل.
وأبرز أن “الناس دخلوا في فترة ركود ومعاناة، خاصة وأن فترة الحجر طالت، ونفذت القدرة والطاقة على التعايش، ونتج عن ذلك اضطرابات في السلوك لدى الأطفال وأيضا الكبار”.
وأشار الدكتور “عبد الله” أن الأسر تعاني مع الأبناء خاصة بعد الانقطاع المفاجئ عن المدرسة وعن اللعب في فضاءات خارج البيت وعن الأصدقاء وعن بعض أفراد العائلة لينتقلوا إلى العيش في فضاء مغلق ومحدود، ولم يعد بمقدورهم معرفة كيفية ترتيب وقتهم أو التعايش مع الوالدين، وأكد أن “هذه الظروف الاستثنائية خلقت سلوكيات جديدة تحولت في بعض الأحيان إلى اضطرابات وقلق وإفراط في استعمال الهواتف الذكية”.
وعن التبعات التي ستلحق فيروس كورونا، يقول الدكتور أن “العلاقات ستتغيربين الأفراد، وعلى الصعيد الاقتصادي الذي فرض على بلادنا اعتماد إجراءات جعلت المسؤولين يدركون نسبة الهشاشة التي تعاني منها العديد من الفئات المجتمعية واحتياجات شريحة كبيرة تنتمي إلى القطاع غير المهيكل ، إضافة إلى التجربة التي عاشتها مدرستنا إذ لم تكن مستعدة لتقديم دروس عن بعد، لكنها تمكنت من ذلك وفي وقت وجيز ، أما القطاع الصحي فقد حرك في ظرف قياسي إمكانيات كبيرة سواء على مستوى الأطقم الطبية أو المرافق، لذلك فالقطاع راكم تجربة هامة سيستفيد كثيرا منها في المستقبل”.