في مشهد لم يكن يتوقعه عشّاق اللغة والثقافة، تحوّلت ندوة صحفية خصصت للحديث عن المعرض الدولي للنشر والكتاب إلى مادة دسمة للسخرية والنقد، بعد أن وقعت وزارة الشباب والثقافة والتواصل في فخ أخطاء لغوية صارخة، خلال تقديمها الرسمي يوم أمس الإثنين في فضاء باب الرواح بالرباط.
الحدث الذي يُفترض أن يكون واجهة للرصانة الثقافية والدقة اللغوية، سقط في المحظور على شاشة العرض الكبرى، التي لم ترحمها أعين المهتمين ولا نُقاد اللغة. إذ ورد عنوان “العارضين المشاركين” على الشاشة، مخالفاً القاعدة النحوية البسيطة، حيث كان الصواب “العارضون المشاركون”، بحكم أن “العارضون” خبر مرفوع لمبتدأ محذوف، و”المشاركون” نعت تابع له.
ولم يقف النزيف عند هذا الخطأ، بل تعمّق أكثر مع عبارة “العارضون غير المباشرون”، التي جرّت خلفها استغراباً واسعاً، حيث كان الأصل أن يُقال “العارضين غير المباشرين” لأن ما بعد “غير” يُعامل معاملة المستثنى ويُجرّ في هذه الحالة.
هذه الهنّات اللغوية، وإن بدت بسيطة للبعض، فهي تعكس خللاً أكبر – خلل في الإعداد، والحرص، والمهنية – وتطرح أسئلة مقلقة حول الجهة المُكلّفة بأدق تفاصيل هذه التظاهرة الثقافية التي تُعدّ الأبرز على الساحة المغربية.
الوزارة الوصية، التي يقودها محمد المهدي بنسعيد، لم تسلم من سهام النقد، خصوصاً أن هذه ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها بسوء التنظيم أو بارتكاب هفوات تسيء أكثر مما تخدم الثقافة المغربية.
ومع ذلك، تُواصل الدورة 30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب استعداداتها، حيث يُنتظر أن تُفتتح رسمياً يوم 17 أبريل الجاري وتمتد إلى 27 منه، في فضاء OLM السويسي. الدورة تُبشّر ببرمجة ثقافية غنية، بمشاركة دور نشر عربية وأجنبية، وكتاب وأدباء من مختلف القارات.
لكن، يبقى السؤال: هل سيُصلح القائمون ما أفسدته الأخطاء، أم أن المعرض سيُفتتح على نغمة “العارضين غير المباشرون”؟