نبه نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم و الاشتراكية، من ” الإنزال الكبير للمال في إنتخابات 2021، محذرا من خطورة رواج المال الحرام لشراء الأصوات و شراء المرشحين، واصفا ذلك بالخطر على مؤسسات الدولة ومخاطر صعود هؤلاء على التحكم في القرارات و التحكم في الصحة والتعليم و الإقتصاد، معاتبا حزب التجمع الوطني للأحرار على الإنزال الكبير للمال في الانتخابات، متهما مرشحين بتقديم رشاوي للمرشحين المحليين بقيمة 20 ألف درهم عن كل دائرة، موضحا أن حوالي 500 دائرة يضخ فيها المرشح مليار للحصول على مقعد للبرلمان.
واتهم بنعبد الله حزب اخنوش، بضخ أموال كبيرة ومهولة في الاستحقاقات المقبلة، مؤكدا أن المال نزل بشكل كبير وخطير، معتبرا أن حزبه لن يقبل هذا التحركات الحزبية للسيطرة على الانتخابات بفعل المال، موضحا ان المرحلة اليوم تعرف شراء المترشحين بالبرلمان بما يفوق 4 ملايين درهم للمترشح.
وشدد نبيل بنعبد الله، على ان استعمال المال في الانتخابات ظاهرة كانت موجودة في الساحة السياسة المغربية لكن ليس بهذا الحجم الموجود الآن، قائلا ” هناك من قاد الحكومة لولايتين، لكن صناديق الاقتراع هي التي يجب أن تتكلم، وأن يتم التعبير عن إرادة الشعب المغربي، مضيفا ” لا يمكن أن نسعى لأي أسلوب كان بما في ذلك إغراق الدوائر بالمال من قبل حزب على الخصوص أكثر من جميع الأحزاب الأخرى”، و ان ” الأحزاب الأخرى وجدت نفسها مجرورة ومضطرة بأن تقوم بنفس الشيء كي تنافس، وحدث تسابق على استعمال المال وهذا ما أدى أننا اليوم لم نعد أمام شراء الأصوات كما كنا بل شراء المرشحين”.
وأكد بنعبد الله أن تنفيذ النموذج التنموي يحتاج إلى حكومة قوية ومؤسسات منتخبة قوية، مضيفا ” والظاهر أنها لن تكون قوية بالناس المرشحين اليوم والذين يعتمدون على المال”، وأضاف ” الصوت اليوم أصبح يعادل 100 ألف درهم في الغرف فكم سيصل في انتخابات المجالس”، مؤكدا أنه ليس في حزبه من سعى إلى رئاسة غرفة معينة واستعمل المال من أجل ذلك، قائلا ” نحن حريصون في حزب التقدم والاشتراكية أن لنا أعيان وكفاءات محلية وناس يتنافسون في الانتخابات، ولن تسمع علينا مطلقا أن مشرح من حزب الكتاب يدخل الانتخابات ويوزع المال لشراء الضمائر والمنتخبات والمنتخبين”.
وشدد بنعبد الله على أن حزبه ليس لديه خط أحمر مع أي كان بل ينتقد واقعا موجود الآن، كما انتقد ضعف الحكومة وأداءها وغياب الانسجام داخلها وغياب نفسها الإصلاحي، مؤكدا أن ” حزب التجمع الوطني للأحرار سبق لي الحديث عنه كتاريخ وكرصيد وأنا تربيت في فترة كان فيها حزبنا يعتبر أن له مواقف خلافا للأحزاب الإدارية الأخرى، ووقف إلى جانبنا في لحظات تاريخية، وبالتالي ليس لدينا مشكل أن نتحالف معه، ” لكن لدينا مشكل في استعمال المال بهذا الشكل من أجل الوصول إلى أغراض انتخابية، أما غدا فسنظل فاتحين يدينا له على أساس برنامج إصلاحي حقيقي يذهب في اتجاه ما ينتظره الشعب المغربي من إصلاحات”.
و قرر نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، خوض الانتخابات التشريعية المقبلة بدائرة المحيط بمدينة الرباط، مؤكدا انه ” جاء استجابة لطلب تقدم به مناضلو حزبه بالرباط، وأضاف “طلب مني الرفاق بمدينة الرباط منذ أيام الترشح بدائرة المحيط، وطلبت منهم الانتظار إلى حين استشارة المكتب السياسي، الذي رحب بدوره بهذه المبادرة، واعتبر أن الأمين العام أول من يجب أن يخوض هذه المعركة”.
وحذر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية من طغيان المال والفساد في الانتخابات المقبلة، معتبرا أن ” من شأن ذلك أن يمس بمصداقية وسلامة المؤسسات المنتخبة، وقال” يمكنني أن أؤكد أن حجم المال الذي رصده البعض لهذه الانتخابات غير مسبوق، ولم أشهد مثله منذ زمن بعيد”.
ويرى الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن ترشحه قد يعطي دفعة قوية لباقي مرشحي ومرشحات حزبه في هذه الانتخابات، مشيرا ، إلى أن حزبه قرر تغطية جميع الدوائر في الانتخابات البرلمانية، ويراهن على تحقيق نتائج تعكس حجمه السياسي الحقيقي.
من جهته حذر حزب العدالة والتنمية عددا من أعضاءه الذين ترشحوا باسم أحزاب أخرى لخوض الانتخابات المقبلة، وتوعدهم بالمتابعة القضائية، وقالت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بإقليم العرائش، إنه بلغ إلى علمها تقديم ترشيحات لأعضاء عاملين في حزب العدالة والتنمية باسم أحزاب أخرى “دون الموافقة أو المصادقة على استقالتهم من الحزب”، وذلك خلال عملية وضع الترشيحات للانتخابات البرلمانية والجهوية والمحلية، المزمع تنظيمها 8 شتنبر القادم.
وأشار البلاغ أن الكتابة الإقليمية ، تؤكد أنها لم تصادق ولم توافق لحد الآن على أي استقالة من الحزب لأي عضو، وخاصة منهم الذين تولوا مهام انتدابية خلال الفترة من 2015 الى 2021 ،كما تحتفظ بحقها القانوني في اللجوء للمساطر القانونية الجاري بها العمل والمؤطرة بمرجعيات القانون التنظيمي للأحزاب السياسية، والنظام الأساسي والنظام الداخلي للحزب وميثاق المنتخب”.
ودعا الحزب السلطات الإقليمية والمحلية إلى الالتزام بمقتضيات المواد 20 و21 و 22 من القانون التنظيمي للأحزاب السياسية المتعلقة بالتخلي عن الانتماء السياسي بما يضمن المنافسة الانتخابية والسياسية الحقيقيتين .