تحوّل مساء يوم الاثنين 19 ماي 2025 إلى لحظة مشحونة بالدهشة والقلق في مدينة تازة، بعدما عثر عمال، أثناء قيامهم بأشغال عرضية، على جثة امرأة في الأربعينيات من عمرها داخل بناية مهجورة كانت في السابق مؤسسة تعليمية، قبل أن تُغلق أبوابها وتطوي صفحتها منذ سنوات.
المشهد الصادم وقع داخل أسوار ثانوية متروكة، لم تعد تستقبل أصوات التلاميذ ولا خطوات الأساتذة، بل تحولت إلى مساحة خالية تسكنها العزلة. لكن مساء أمس، أعادت الحياة لهذه البناية من باب مأساوي حين أبلغ العمال السلطات الأمنية فور اكتشافهم للجثة.
في ظرف وجيز، حضرت عناصر الأمن الوطني مدعومة بفرقة الشرطة العلمية، حيث طُوّق المكان وبدأت عملية تمشيط دقيقة للموقع، وسط صمت ثقيل وأسئلة معلّقة في الهواء. المشهد أثار هلع سكان الحي، الذين تجمهروا على مقربة من المؤسسة محاولين فهم ما يجري.
الجثة نُقلت بتعليمات من النيابة العامة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي لتازة، حيث من المنتظر أن يخضع الجثمان للتشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة، خصوصًا وأن الغموض لا يزال يلف تفاصيل الحادثة والمدة التي قضتها الهالكة داخل هذا المكان المنسي.
التحقيقات ما تزال جارية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في وقت يعيش فيه الحي المجاور حالة من الصدمة، خاصة وسط الأطر التربوية وسكان الحي الذين استعادوا، على نحو مرير، ذاكرة مؤسسة تربوية تحولت إلى مسرح لغموض مروّع.