في خطوة تعكس الاهتمام المغربي المتزايد بإحياء التراث العلمي العربي، أعلنت منظمة اليونسكو، اليوم الخميس، عن تسجيل مخطوط “الأرجوزة الطبية” للعالم الأندلسي ابن طفيل، ضمن سجل “ذاكرة العالم”، وذلك بعد مبادرة تقدمت بها المملكة المغربية.
هذا العمل، الذي يُعد من أبرز المؤلفات الطبية في التراث الإسلامي، كُتب في صيغة شعرية من بحر الرجز، وهو ما جعله أداة فعالة لتعليم الطب في زمنه، بفضل بساطة الأسلوب وسلاسة النغمة. ويضم المخطوط ما يقارب 7700 بيت شعري موزعة على 148 صفحة، ما يجعله أشبه بموسوعة طبية متكاملة.
ويتناول هذا المؤلف النادر مجموعة واسعة من الأمراض التي تصيب الإنسان، من الرأس إلى القدم، مرورًا بأمراض الجهاز التنفسي والهضمي، ووصولًا إلى التسممات الجلدية، جامعًا في طياته معارف دقيقة عن الأعراض وأساليب العلاج كما كانت تُمارس في القرن الثاني عشر.
المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، أكدت في تصريحها أن التراث الوثائقي، رغم هشاشته، يبقى أحد أعمدة الذاكرة الإنسانية، مشيرة إلى أهمية صونه ومشاركته عبر برامج مثل “ذاكرة العالم”، الذي يهدف إلى الحفاظ على كنوز الفكر الإنساني من النسيان أو الضياع.
وبهذا الإدراج، تنضم “الأرجوزة الطبية” إلى قائمة تضم اليوم 570 مجموعة وثائقية من مختلف أنحاء العالم، شملت هذا العام 73 مجموعة جديدة من 72 دولة، تناولت موضوعات تتعلق بالثورة العلمية، وأدوار النساء في التاريخ، وتنوع الثقافات.
يُذكر أن برنامج “ذاكرة العالم”، الذي أطلقته اليونسكو سنة 1992، يهدف إلى الحفاظ على الذاكرة المكتوبة والمرئية للبشرية، وجعلها متاحة للأجيال القادمة، كجسر يربط الحاضر بالماضي في مسار المعرفة.