قال الباحث جمال أيت لعظام الباعمراني إن استقبال إسبانيا لإبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، علامة واضحة على التناقض الديبلوماسي لدى الخارجية الإسبانية، وأوضح الباحث في مقال بالانجليزية تحت عنوان “الديبلوماسية الفاشلة: توتر ساخن بين إسبانيا والمغرب” المنشور على موقع مودرن ديبلوماسي “لقد تسببت الديبلوماسية الخاطئة وغير المتوقعة من الحكومة الإسبانية من خلال تدخلها في سيادة المغرب في توتر ديبلوماسي، قد يصل إلى تعليق جميع أنواع الشراكات الديبلوماسية والاستراتيجية بين البلدين”. وجاء هذا التوتر، حسب الباحث، بعد أن رفضت إسبانيا تقديم أي حقائق للحكومة المغربية بشأن استقبال غالي تحت مسمى الدواعي الإنساسية والصحية.
وأدى دخول غالي غير القانوني إلى إسبانيا إلى طرح أسئلة حول مبدأ حسن الجوار ومصداقية القضاء الإسباني، ومدى الحرص على عدم الإفلات من العقاب، ووجدت الحكومة الإسبانية نفسها في موقف حرج أمام الرأي العام المحلي والدولي.
وأوضح الباحث أنه في الديبلوماسية يعتبر التوافق هو السياق المقبول الذي يكون فيه حل النزاعات من خلال التفاوض هو الطريقة الصحيحة فقط. غير أن التوتر المغربي الإسباني خلقته الحكومة الجزائرية لتعطيل السياسة الخارجية المغربية على الساحة الشمال إفريقية. وجسدت هذه الأزمة علامة واضحة على التناقض الدبلوماسي بين قرارات وبيانات الشؤون الخارجية الإسبانية باسم تعزيز العلاقات مع الشريك الاستراتيجي “المغرب” الذي يجمعها معه مجموعة من المصالح والأولويات المشتركة ، المتعلقة بقضايا الهجرة أو محاربة الإرهاب، والقيام بإجراءات وسياسات غير لائقة تتعارض مع متطلبات الشراكة الاستراتيجية والصداقة الطيبة.
وأشار الباحث إلى أن إسبانيا انزعجت من إصدار الرئيس الأمريكي السابق ترامب مرسوم جمهوري بمقتضاه يتم الاعتراف بمغربية الصحراء، حيث أكدت وزيرة خارجيتها رفضها لما وصفته ب”الاتجاهات الأحادية في العلاقات الدولية”.
وختم قائلا إن الدبلوماسية هي عملية أساسية تقوم على التفاوض والإقناع والتسوية. فالعلاقة الإستراتيجية بين المغرب وإسبانيا ثابتة لكليهما وللعالم ككل.