لم يكن أحد يتوقع أن يتحول التين الشوكي، أو ما يعرف في المغرب بـ “الهندية”، من فاكهة كانت في متناول الجميع إلى حلم بعيد المنال للكثيرين. فقد قفز سعره بشكل غير مسبوق، حيث وصل إلى 15 درهمًا للحبة الواحدة، وهو ثمن يفوق بكثير القدرة الشرائية للمواطن العادي الذي كان يعتاد على شراء هذه الفاكهة المنعشة مقابل درهم واحد في أسوأ الأحوال.
ويُعزى هذا الارتفاع الكبير في الأسعار إلى الكوارث الطبيعية التي أصابت هذه النبتة الصحراوية المقاومة. فقد اجتاحت الحشرة القرمزية حقول الصبار في مختلف أنحاء المملكة، مما حولها إلى هياكل جافة. هذه الآفة، التي ظهرت منذ سنوات، دمرت المحاصيل وأدت إلى تراجع كبير في إنتاج التين الشوكي، الذي كان يشكل مصدر رزق لعدد كبير من الفلاحين. كما كانت هذه الفاكهة، التي عرفها ذوو الدخل المحدود، مصدرًا للتغذية والانتعاش في فصل الصيف بسعر زهيد.
ومع تراجع الإنتاج، أصبحت “الهندية” مقتصرة على فئة قليلة فقط من القادرين على شرائها، بينما ينظر إليها الفقراء بحسرة. فبعد أن اعتادوا رؤية الباعة الجائلين يعرضونها في كل زاوية، باتت اليوم حكراً على الأثرياء الذين، رغم أنهم لم يعتادوا على تناولها، يحرصون على دفع ثمنها الباهظ لمواكبة “موضة” جديدة في عالم الفواكه.