بعد خمس سنوات من خضوعه بالكامل لرغبة زعيمه المتقل ب وقبل عام من انتخابات منتصف الولاية الحاسمة، بات الحزب الجمهوري على ما يبدو قادرا على إعادة رسم المشهد لحقبة ما بعد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأثبتت نتائج انتخابات حكام الولايات التي فاز الجمهوريون فيها بفيرجينيا رغم ميلها إلى اليساريين بينما هزموا بفارق ضئيل لم يكن متوقعا في معقل الديموقراطيين نيوجيرزي، أمرا واحدا لا شك فيه وهو بأنه بإمكان الحزب تحقيق انتصارات من دون ترامب.
وقال الاستاذ المساعد للعلوم السياسية في كلية برنارد في نيويورك مات لاكومب لوكالة فرانس برس “في هذه المرحلة، سيكون (ترامب) الأوفر حظا إذا اختار خوض الانتخابات الرئاسية في العام 2024”.
وأضاف “لكن هناك احتمالا كبيرا أيضا بأن أي تنسيق بين المرشحين المحتملين ومسؤولي الحزب.. قد يكون كافيا لمنعه من مواصلة أو النجاح في ترش حه مرة ثانية”.
بعدما ضمن ترامب تسمية الجمهوريين له كمرشحهم الرئاسي في أيار/مايو 2016، تخلى الحزب عن نهجه السياسي في مؤتمريه التاليين واختار بدلا من ذلك إعلان الولاء لزعيمه صعب المراس.
لكن ما زال التوافق قائما على أن جميع الطرق إلى الكونغرس تمر عبر مقر إقامة ترامب في مارالاغو وبأن النجاح في واشنطن مشروط بكسب القاعدة الموالية بشدة لترامب التي تضم عشرات ملايين الأشخاص.
ويدرك السياسيون الجمهوريون الذين يرفضون الانصياع إلى أوامره بأنهم سيواجهون توبيخا علنيا وتحديا في الانتخابات التمهيدية من مرش ح آخر في الحزب أو حتى تهديدات بالقتل لأفراد عائلاتهم إذا أثاروا حفيظة أنصاره.
وقال المستشار السياسي في واشنطن تومي غودوين لفرانس برس “رغم خسارته مكبر صوته في الشبكات الاجتماعية، ما يزال دعمه (أي ترامب) للمرشحين يثير حماسة أنصاره ويدفع بالتبرعات قدما ويزيح منافسين في بعض الحالات ويجبر البعض على الانسحاب”.
مع ذلك، يستغل بعض الجمهوريين البارزين انتخابات حكام الولايات التي جرت مؤخرا للدعوة إلى تصحيح المسار، فيما يحاولون النأي بالحزب عن ترامب وات هاماته بأن الديموقراطيين تلاعبوا بنتائج انتخابات 2020 الرئاسية.
في فيرجينيا، فاز رجل الأعمال الجمهوري الثري غلين يونغكين بمنصب حاكم الولاية فكسب أصواتا أكثر بكثير من تلك التي فاز بها ترامب في انتخابات 2020 الرئاسية في الضواحي، خصوصا في أوساط النساء والناخبين المستقلين.
وفيما سارع ترامب لينسب الفضل بذلك إليه، قلل يونغكين من أهمية دعم الرئيس السابق وبذل كل ما في وسعه في الأسابيع الأخيرة للمحافظة على مسافة بينه وبين نجم تلفزيون الواقع السابق.
في نيوجيرزي أيضا، أبدى الجمهوري جاك تشيتاريلي مواقف داعمة بشدة لترامب في البداية حتى أنه تحد ث خلال تجم ع تحت عنوان “أوقفوا سرقة” الانتخابات عام 2020، لكنه نأى بنفسه عن الرئيس السابق خلال حملته الانتخابية الرسمية.
ويرج ح بأن تحتدم المعركة الانتخابية في الضواحي مرة جديدة العام المقبل، عندما ستكون السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ و36 ولاية على المحك، علما أن شعبية ترامب أقل بكثير في الضواحي مقارنة بالأرياف.
ويرى العديد من الجمهوريين أن مفتاح النجاح هو الاستعارة بكثرة من “الترامبية” (أي نهج ترامب ومواقفه) مع تجن به شخصيا.
وتراجعت نسب التأييد للرئيس السابق إلى مستوى قياسي بلغ 34 في المئة بعد اعتداء السادس من كانون الثاني/يناير الذي شن ه الآلاف من أنصاره