أعلنت السلطات المحلية بمختلف الأقاليم، الحرب ضد التلاعب في الاسعار، وجندت مختلف عناصر اللجن الإقليمية واللجن المحلية المكلفة بمراقبة الجودة والأسعار، للقيام بعمليات مراقبة واسعة للأسواق والمحلات التجارية ونقاط البيع والتوزيع وأسواق الجملة، من أجل مراقبة أسعار وجودة المواد الاستهلاكية.
و سجلت لجان المراقبة انخفاضا في أسعار بعض المواد واستقرار أخرى مع ارتفاع طفيف في مواد أخرى، كما سجلت بعض المخالفات في صفوف الذين يخالفون القوانين فيما يخص الأسعار أو جودة المنتوجات، حيث عاينت لجنة مراقبة الأسعار والمنافسة التابعة لقسم الشؤون الاقتصادية بعمالة الرباط، انسيابية في دخول السلع ووفرة في المنتجات على مستوى أسواق البيع بالجملة، بأثمنة تتراوح بين الانخفاض والاستقرار والارتفاع الطفيف، وذلك على بعد أسابيع قليلة من حلول شهر رمضان الفضيل.
ورصدت اللجنة، خلال جولة تفقدية شملت سوق الجملة الخاص بالخضر والفواكه وسوق الحبوب والقطاني وسوق الدواجن واللحوم، استقرارا في أسعار أثمنة الخضر والفواكه، فيما تشهد بعض المنتجات من قبيل بعض أنواع الحبوب ارتفاعا طفيفا في الأسعار، فعلى مستوى سوق الخضر والفواكه، أكد أمين السوق، عبد الله حقيقي، خلال هذه الجولة، أن أسعار الخضر والفواكه تعرف استقرارا، باستثناء بعض المواد من قبيل الطماطم والبصل التي عرفت بعض الارتفاع، وذلك بفعل انخفاض درجات الحرارة التي تؤثر على الوفرة وكذا قلة التساقطات المطرية، أما في ما يتعلق بوفرة المنتجات خلال شهر رمضان، فيؤكد أمين سوق الخضر والفواكه أن المواد الأكثر استهلاك ا خلال الشهر الفضيل كالحوامض ستعرف انخفاضا في الأسعار يوازي حجم الطلب عليها، وبشكل عام، يضيف المتحدث، “فأثمنة الخضر في الرباط تماثل تقريبا الأسعار في باقي الجهات، وهناك بعض المواد التي تعرف انخفاضا كبيرا ووفرة في العرض كالتفاح المحلي والحوامض والفراولة التي يترواح ثمنها بين 10 و 11 درهم للكلغ، وهو ثمن منخفض مقارنة مع السنوات الماضية.
و أبرز الحرار سعيد، تاجر خضر بالسوق ذاته، أن ارتفاع أثمنة بعض أنواع الخضر مرتبط بعوامل أهمها ضعف التساقطات المطرية، وأيضا تكاليف النقل، مشددا على أن ارتفاع أثمنة المحروقات يوازيه ارتفاع في أثمنة الشحن إلى الأسواق، وبالتالي زيادة في أسعار البيع بالجملة والعموم، ومشيرا، في المقابل، إلى استقرار اثمنة بعض المواد كالفلفل الأخضر والباذنجان والبطاطس. بدورها، ظلت أسعار اللحوم ظلت مستقرة طيلة الفترات الماضية، إذ تراوح ثمن لحم البقر ما بين 58 و66 درهم للكلغ، ولحم الغنم ما بين 50 و 53 درهم للكلغ الواحد كثمن للبيع بالجملة.
و شهدت أثمنة بعض أنواع القمح ارتفاعا بنسبة 0,50 سنتيم للكيلوغرام الواحد حسب الجودة، فيما ظلت باقي أسعار الحبوب مستقرة. وفي هذا الإطار، ذكر رئيس جمعية تجار سوق الحبوب والقطاني بالرباط، محمد أوزكار، في تصريح مماثل، أن “هذا الارتفاع الطفيف في بعض أنواع القمح يعزى لتأثيرات جائحة كورونا وارتفاع أثمنة هذه المادة في السوق الدولية”، وأضاف أن “شح الأمطار خلال السنة الجارية يعتبر عاملا من العوامل”، مؤكدا في الوقت نفسه أن أغلب أنواع الحبوب والقطاني تعرف استقرارا في الأسعار، ووفرة في العرض كذلك. وعلى مستوى أثمنة الدواجن، فقد شهدت ارتفاعا طيلة الفترة الماضية.
و قال أمين سوق الدواجن بالرباط، عمر البدوي، إن أسعار الدواجن لم تكن مستقرة طيلة فترة ما بعد الحجر الصحي بفعل ارتفاع الطلب وعودته إلى طبيعته، مسجلا أن الأسعار تتراوح بين 15 و 16 درهم للكلغ، وهو ثمن، يضيف المتحدث، “يظل مرتفعا بالمقارنة مع الفترات السابقة”. وحسب البدوي، فإن هذا الارتفاع يعزى إلى ارتفاع أثمنة المواد الأولية المستعملة في تربية الدواجن، وارتفاع ثمن المحروقات كذلك، معتبرا أن ارتفاع الأسعار يؤثر على المستهلك والمربي والبائع على حد سواء، غير أن هذه الأثمنة، يستطرد المتحدث، “تبقى متغيرة، وقد تنخفض في الأيام القليلة قبل رمضان”.
و قامت اللجنة الإقليمية واللجن المحلية المكلفة بمراقبة الجودة والأسعار، ، بجولة ميدانية في السوق الأسبوعي “أمحيريش” بكلميم، للوقوف على أسعار وجودة المواد الاستهلاكية المعروضة في السوق، وكذا حالة التموين، حفاظا على سلامة المستهلك ولتحسين وفرة المواد الأساسية. وخلال هذه الزيارة الميدانية، قامت اللجن الإقليمية والمحلية (المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا”، ووزارة الصحة، ومكتب حفظ الصحة، والأمن الوطني، والوقاية المدنية، والسلطات المحلية..)، بمعاينة مجموعة من نقط بيع المنتجات والمواد الغذائية الأساسية بمختلف فضاءات السوق.
وأكد رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق بولاية جهة كلميم – واد نون، علي أفاديس، أن هذه الجولة الميدانية في السوق الأسبوعي “أمحيريش” تأتي في إطار تتبع الأسواق من حيث الأسعار والتموين وجودة المواد الأساسية المعروضة للبيع، وكذا شروط وظروف تخزينها. وأبرز أفاديس أن مختلف الأسواق بمدينة كلميم تعرف تموينا كافيا بالمنتجات والمواد الغذائية الأساسية، موضحا أنه في إطار الاستعداد لشهر رمضان الأبرك، فإن عملية تتبع وضعية تموين الأسواق، التي قامت بها هذه اللجن خلال الشهر الجاري، أظهرت أن جميع المواد الاستهلاكية “متوفرة بشكل جيد وتتميز بالجودة، ولم يتم تسجيل أي نقص أو خصاص في هذه المواد”.
وأكد أن جولات مراقبة أسعار وجودة المنتجات الغذائية تتم بشكل دوري على الصعيد المحلي، بتنسيق مع المصالح المكلفة بعملية مراقبة تموين الأسواق من حيث وفرة المواد وجودتها ومدى استجابتها، أثناء عرضها، لشروط السلامة الصحية للمواطنين. وأضاف أن هذه اللجن تقوم بجولات منتظمة طيلة الأسبوع بهدف حماية المستهلك وزجر المخالفات المسجلة، مؤكدا تسجيل مجموعة من المخالفات في هذا الشأن، والتي تمت إحالتها على الجهات القضائية المختصة، كما أبرز أن وضعية الأسعار تعرف استقرارا على الرغم من الظرفية والسياق الدولي الحالي الذي أثر على أثمنة المواد الأولية، مما انعكس كذلك على أسعار بعض المواد الاستهلاكية، مؤكدا بهذه الخصوص، أنه “لن يكون هناك تأثير كبير على هذه المواد خلال شهر رمضان، بالنظر إلى أن العرض يفوق الطلب في الأسواق وبالتالي، يضيف المسؤول، فإن الطلب لن يؤثر على الأسعار.