بعدما عاد الهدوء إلى الأسعار مع اقتراب عيد الأضحى، إلا أنه ومع حلول فصل الصيف، رجعت أسعار العديد من الخضر والفواكه إلى الارتفاع، في حين قفزت أسعار الدواجن إلى مستويات قياسية.
ويتراوح سعر الدجاج في سوق التجزئة بين 27 و 28 درهما للكيلوجرام الواحد، مرتفعا عن المستوى الذي بلغه قبل وبعد أيام عيد الأضحى.
ويرجع سبب هذه الزيادات حسب العالمون في المجال إلى تكلفة الأعلاف المركبة، إلى جانب تعرض الدجاج إلى المرض ما تسبب في موت كمية كبيرة من الدجاج.
وفي هذ الصدد، قال محمد وهو مربي الدجاج، إن تكلفة تربية الدجاج اصبحت مرتفعة، إلى جانب ذلك يضيف المتحدث أنه خلال هذه الفترة من السنة ومع زيادة المناسبات والاعراس يكون الطلب مرتفعا وهو ما يفسر هذه الزيادات.
وشدد المتحدث، أن هذه الزيادة متوقعة أيضا بعد ارتفاع أسعار لحوم الأبقار والأغنام في الفترة الأخيرة، حيث ازداد الطلب على الدواجن.
هذه الزيادات أثرت سلبا، على أثمنة اللحوم البيضاء في المطاعم، حيث عمل العديد من أصحاب المطاعم خلال فصل الصيف في تغيير أسعار قائمة الطعام.
محسن صاحب مطعم متخصص في الدجاج، قال إن هناك أزمة ونقص حاليا في الدجاج بسبب ارتفاع الطلب، مشددا أن هذا الارتفاع متوقع خاصة خلال فصل الصيف.
وأضاف المتحدث، أنه وفي ظل هذه المعطيات، وارتفاع أسعار المواد الأولية، لا يجد أصحاب المقاهي والمطاعم سوى حل الزيادة الطفيفة في بعض الأسعار أو إغلاق أبواب المطعم.
ورغم اختيار العديد من الأسر المغربية قضاء عطلة الصيف خارج المدينة والاستمتاع بجمال المغرب، إلا أن لهيب الأسعار يعكّر مزاج العديد من المغاربة، وينهك جيوبهم.
وفي هذا الصدد، قال ميمون وهو مواطن مغربي مقيم في ألمانيا، للصحيفة، أنه تفاجئ بالأثمنة التي توجد في مدن الشمال، خاصة مدينة الناظور وتطوان وطنجة، مشددا أن هذه الأثمنة لا تشجع على السياحة، كون أن العديد من المدن السياحية في أوروبا لا توجد فيها هذه الأثمنة التي وصفها بالخيالية.
علاقة بالموضوع، قال بوعزة الخراطي رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك في تصريح لأشطاري، إنه رغم ارتفاع الشكايات في الفضاءات الرقمية حول ارتفاع الاسعار في المطاعم، إلا أن الجمعية لم تتوصل بأي شكاية مكتوبة لحدود اليوم.
واعتبر المتحدث، أن المستهلك يجب أن يعلم أن الأسعار في المغرب حرة منذ سنة 2000، باعتبار أن القانون 06.99 الذي دخل حيز التطبيق سنة 2002 جعل السوق حر، خاضع لمنطق العرض والطلب.
وتابع رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن صاحب المقهى أو المطعم يجب أن يستوعب أن الربح يكمن في الكمية، حيث أنه إذا اعتمد استراتيجية وضع أثمنة معقولة فإن هذا الأمر سيزيد عليه الاقبال بشكل كبير، عوض توافد عدد قليل من الزبائن.
وخلص الخراطي، أن المستهلك لديه مسؤولية فيما يتعلق بموضوع ارتفاع الأسعار، حيث أنه رغم الأثمنة الغير المعقولة التي يعتمدها أصحاب المطاعم، إلا أن هناك اقبال، وهذا ما يفسر توجه غلاء الأسعار في فصل الصيف.