دعا المشاركون في يوم الدراسي الذي نظمه المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط اليوم الخميس، إلى القيام بمراجعة في العمق لمناهج التكوين في الصحافة الاتصال بالمملكة بما يمكن من مواكبة التطورات المتسارعة الذي تشهدها ممارسة المهنة عبر العالم.
وأكد المشاركون في هذا اليوم الدراسي الذي نظم حول “تطوير وتجويد مضامين ومناهج التكوين في مجالي الصحافة والتواصل”، ضرورة مواكبة مناجه التكوين في الصحافة والإعلام للتطورات التي تشهده مهنة الصحافة وآليات اشتغالها في العصر الرقمي، بكل ما يطرحه ذلك من تحديات على مستوى جودة المنتوج الإعلامي وتوظيف التكنولوجيا في إنتاجه، وكذا على مستوى أخلاقيات المهنة.
واعتبر المتدخلون في هذا اللقاء الذي حضره، على الخصوص، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، السيد عبد اللطيف الميراوي، ووزير الشباب والثقافة والتواصل، السيد محمد المهدي بنسعيد، أن مدة التكوين الأساسي التي ومدة التدريب الميداني التي لا تتعدى شهرا واحد في السنة، غير كافيتين لإعداد صحافي متكامل.
كما أبرز المتدخلون، وهم ممثلو عدد من المؤسسات الإعلامية والهيئات الوطنية والقطاع الخاص وباحثون وطلبة، ضرورة تعزيز التكوين في الأجناس الصحفية بشكل معمق، وكذا تعزيز مواد الثقافة العامة والتخصص واللغات الأجنبية، وذلك لتقديم منتوج صحفي يتسم بالجودة.
كما أكدوا على أهمية تعزيز تكوين المكونين في معاهد الصحافة الإعلام بما يمكنهم من تقديم مضامين بيداغوجية جديدة، والقيام بدراسة مقارنة للتجارب الدولية في مجال متطلبات التكوين الواجب توفرها في كل من يتقدم لمزاولة مهنة الصحافة.
من جهة أخرى، اعتبر المتدخلون أن إحداث سلك الدكتوراه بالمعهد العالي للإعلام والاتصال يشكل خطوة مهمة لتعزيز البحث العلمي الأكاديمي في قضايا الصحافة والإعلام، مبرزين في الوقت ذاته ضرورة تمكين هذه المؤسسة من الموارد البشرية الضرورية لمواكبة هذا التحول الجديد في نظامها التكويني.
وقدم المشاركون في اللقاء أيضا عددا من التوصيات التي تهم تكوين الصحافيين بالمغرب، بما في ذلك ضمان التكوين المستمر لهم، واعتماد وحدة “حقوق الإنسان” ضمن مناهج التكوين الأساسي في مؤسسات التكوين، والرفع من المدة المخصصة للتداريب الميدانية إبان فترة التكوين، وكذا تعزيز التكوين في صنف الصحافة باللغة الأمازيغية.
ويعد هذا اليوم الدراسي أول محطة في مسار ورش تحسين مضامين ومناهج التكوين بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، حيث ستتلوه لقاءات أخرى تجمع ممثلي المعهد بالوزارات والهيئات الوطنية المعنية.
وتميز هذا اللقاء بعرض حول إصلاح المشروع الأكاديمي للمعهد العالي للإعلام والاتصال قدمه الوزير السابق والاستاذ السابق بالمعهد، السيد أحمد اخشيشن.