أصدرت محكمة إسبانية، يوم الخميس، حكمًا يقضي بتغريم لويس روبياليس، الرئيس السابق للاتحاد الإسباني لكرة القدم، بمبلغ 10,800 يورو (حوالي 11,300 دولار) بعد إدانته بالاعتداء الجنسي، وذلك بسبب تقبيله اللاعبة جيني هيرموسو على شفتيها أثناء الاحتفال بفوز منتخب إسبانيا بلقب كأس العالم للسيدات 2023.
ورغم إدانته بالاعتداء الجنسي، إلا أن المحكمة برأت روبياليس وثلاثة متهمين آخرين، بينهم المدرب السابق للمنتخب خورخي فيلدا، من تهمة الإكراه، حيث لم يثبت تورطهم في ممارسة الضغوط على هيرموسو لإجبارها على التقليل من شأن الحادثة أو تغيير روايتها. وكانت النيابة العامة قد طالبت في وقت سابق بفرض عقوبة سجن تصل إلى عامين ونصف على روبياليس، لكن الحكم الصادر اقتصر على الغرامة المالية.
بدأت القضية عقب المباراة النهائية لكأس العالم للسيدات في 20 أغسطس 2023، عندما قام روبياليس بتقبيل هيرموسو خلال مراسم التتويج، مما أثار انتقادات واسعة داخل وخارج إسبانيا. وعلى الرغم من محاولاته المتكررة لتبرير الفعل، إلا أن الضغوط الإعلامية والاحتجاجات النسوية دفعت السلطات الإسبانية إلى فتح تحقيق رسمي في الحادثة.
لاحقًا، وجدت المحكمة أن التقبيل لم يكن بالتراضي، مما دفعها لإدانة روبياليس بالاعتداء الجنسي، لكن عدم كفاية الأدلة على وجود ضغط مباشر على هيرموسو من قبل روبياليس أو مساعديه حال دون إدانته بتهمة الإكراه.
يُعد هذا الحكم ضربة جديدة لصورة روبياليس الذي استقال من منصبه في سبتمبر 2023 تحت ضغط الفضيحة. ومن المتوقع أن يؤثر الحكم أيضًا على أي محاولات مستقبلية له للعودة إلى المشهد الرياضي، سواء في إسبانيا أو على المستوى الدولي.
من جانبها، اعتبرت جيني هيرموسو القضية بمثابة “معركة من أجل حقوق النساء في الرياضة”، مؤكدة أنها لم تسعَ للانتقام الشخصي، بل أرادت إيصال رسالة بأن أي انتهاك للحدود يجب أن يُحاسب عليه.
أثار الحكم ردود فعل متباينة، حيث رحّبت الجمعيات النسوية بقرار الإدانة، معتبرة أنه انتصار للعدالة وحقوق المرأة، فيما وصفه أنصار روبياليس بأنه عقوبة مبالغ فيها لحدث لم يكن يستحق المتابعة القانونية بهذا الحجم.
ومع إسدال الستار على هذه القضية، تبقى تداعياتها مستمرة، وسط تساؤلات حول ما إذا كان هذا الحكم بداية لحقبة جديدة من المحاسبة في الرياضة الإسبانية، أم مجرد حادثة فردية لن تغيّر شيئًا.