فتحت مراكز الاقتراع صباح الأحد في لبنان، في انتخابات يرجح أن تبقي الكفة مرجحة لصالح القوى السياسية التقليدية التي يحملها كثر مسؤولية الانهيار الاقتصادي المستمر في البلاد منذ أكثر من عامين.
وتشكل الانتخابات أول اختبار حقيقي لمجموعات معارضة ووجوه شابة أفرزتها احتجاجات شعبية غير مسبوقة في أكتوبر 2019 طالبت برحيل الطبقة السياسية.
وفتحت صناديق الاقتراع، وفق مراسلي وكالة فرانس، عند الساعة السابعة (04,00 ت غ) أمام أكثر من 3,9 ملايين ناخب يحق لهم الاقتراع، أكثر من نصفهم نساء. وشهدت المراكز الانتخابية وباحاتها زحمة لمندوبي ومتطوعي اللوائح المتنافسة، على وقع انتشار أمني.
وقالت نايلة (28 عاما ) بعد اقتراعها في مركز في منطقة الجميزة في بيروت لوكالة فرانس برس “جئت لأنتخب، لأن هذا أقل واجب نقوم به”.
وأضافت “ننتظر بعد سنوات صعبة مر ت على لبنان أن ينتخب الشعب اليوم ويحصل التغيير المطلوب”، مؤكدة “أنا مع التغيير لأننا جربنا الطبقة السياسية من قبل وحان الآن الوقت لاختبار وجوه جديدة”.
ولا يتوقع أن يحصل تغيير في المشهد السياسي يتيح معالجة القضايا الكبرى في البلد ذي الموارد المحدودة والبنى التحتية المهترئة والفساد المستشري.
ويقول الباحث سام هيلر في تقرير نشرته مؤسسة سنتشوري للأبحاث “من المفارقة أن الانتخابات الوطنية الأولى منذ بدء الأزمة لن ت حدث على الأرجح فارقا كبيرا “.
ويضيف “من غير المحتمل أن تؤدي إلى تغيير جوهري في تكوين البرلمان أو في كيفية صنع السياسة في لبنان”.
ويعاني لبنان من انهيار اقتصادي صن فه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850. وبات أكثر من ثمانين في المئة من السكان تحت خط الفقر وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من تسعين في المئة من قيمتها أمام الدولار، ولامس معدل البطالة نحو ثلاثين في المئة.
كما تأتي بعد نحو عامين على انفجار الرابع من آب/أغسطس 2020 الذي دمر جزءا كبيرا من بيروت وأودى بأكثر من مئتي شخص وتسب ب بإصابة أكثر من 6500 آخرين. ونتج الانفجار، وفق تقارير أمنية وإعلامية، عن الإهمال وتخزين كميات ضخمة من مواد خطرة تدور تحقيقات حول مصدرها، من دون أي إجراءات وقاية.
ويضم البرلمان 128 نائبا . والغالبية في المجلس المنتهية ولايته هي لحزب الله وحلفائه وأبرزهم التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية ميشال عون وحركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري الذي يشغل منصبه منذ 1992.
ويخوض عدد كبير من المرشحين الانتخابات تحت شعارات “سيادية” منددة بحزب الله الذي يأخذون عليه انقياده وراء إيران وتحك مه بالبلاد نتيجة امتلاكه ترسانة عسكرية ضخمة. ويطالبون بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني. وبين المرشحين المعارضين من يحمل الشعارات نفسها.
وساهمت الأزمات والتدهور المعيشي في إحباط شريحة واسعة من اللبنانيين الذين هاجر آلاف منهم خلال السنتين الماضيتين، ولا سيما منهم الشباب. ويبدو عدد كبير من الناخبين وفق استطلاعات الرأي غير آبه بالاستحقاق الانتخابي ونتائجه. لكن آخرين يتطل عون إلى تحقيق تغيير وإن محدود لصالح مجموعات معارضة.
وتقول ماريانا فودوليان (32 عاما ) وهي من المتحدثين باسم عائلات ضحايا انفجار مرفأ بيروت لفرانس برس “نحن ضد المنظومة التي حكمتنا منذ ثلاثين عاما وسرقتنا وفج ر تنا”.
وتضيف “الانتخابات فرصة لتغيير المنظومة ومحاسبتها لنتمكن من العيش