الملة والدين
تقوم الملكية في المغرب على البيعة بين الشعب و الملك كأمير للمؤمنين و حامي حمى الملة و الدين و الضامن لوحدة البلاد ، في عقد ترسخ منذ قرون و اجتمعت الأمة المغربية عليه في عقد وثيق مبني على أسس الاسلام السمح و الوسطية و الاعتدال، عقد وثيق استمر لعقود و نالت معه الأمة المغربية فخرا و عزة في حماية الأرض و النفس و المال، وحمل دستور 2011 في فصوله 41 و 42 مهام جلالة الملك بين وظيفة رئيس الدولة و وظيفة إمارة المؤمنين، التي جعلت المغرب من ضمن الدول التي تعرف تطورا على مستوى التشريع للسلطة الحاكمة و توضيح مهامها ووظائفها الدستورية، في تفوق كبير على عدد من التجارب الدولية و العربية…
هذه البيعة الوثيقة بين الشعب و الملك المستمدة من روح الإسلام، تجعل المغاربة في أمن روحي و أمان و ضمان حرية العقيدة و الدين، بيعة تجعل المغرب دائما و أبدا دولة آمنة وهذا ما نلحظه اليوم حينما يشدد أمير المؤمنين على أنه لن يحل حراما و لن يحرم حلال، ورفع جلالته الى المجلس العلمي الأعلى، أمرا ساميا قصد دراسة المسائل الواردة في بعض مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، مطالبا جلالته بالاستناد خلال الدراسة إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة، كما طالب جلالته التزاما منه بوظيفة امارة المؤمنين برفع فتوى بشأنها للنظر السامي لجلالته…
وانتصارا لروح الدستور و التزاما ببنوده تأتي هذه الإحالة، بعد انتهاء الهيئة المكلفة بمراجعة المدونة من مهامها داخل الأجل المحدد لها، ورفع مقترحاتها إلى النظر المولوي السامي، الذي اقتضى، بالنظر لتعلق بعض المقترحات بنصوص دينية، إحالة الأمر إلى المجلس العلمي الأعلى، الذي جعل منه الفصل 41 من الدستور، الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى التي تُعتمد رسميا..
لاشك أن دعوة أمير المؤمنين الى استحضار مضامين الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى رئيس الحكومة، الداعية إلى اعتماد فضائل الاعتدال والاجتهاد المنفتح البناء، في ظل الضابط الذي طالما عبر عنه جلالته، من عدم السماح بتحليل حرام ولا بتحريم حلال، تؤكد قيمة البيعة بين الملك و الشعب و توثق لهذه البيعة الشريفة و تؤكد قوتها و صلابتها لبيعة أمير المؤمنين المؤتمن على هذه البلاد و حامي الملة و الدين بكل ما تحمله من معنى…
حقيقة أن هذا التوجه يثلج قلوب المغاربة و يفرحهم أمام تدخلات امير الملك الحريص على الأمن الروحي و الديني للمغاربة، بعيدا عن اي مزايدات او اكراهات دولية او تقلبات جيوسيساية قد تحكم مصير بعض الامر، لتقف امارة المؤمنين صدا منيعا ضد اي تغييرا قد تعصف بالاسرة و بالدين و بالمجتمع، و لتشكل امارة المؤمنين حقا العنوان الابرز في حماية الملة و الدين ….