حقق النادي المكناسي إنجازاً تاريخياً بعودته إلى القسم الأول من البطولة الاحترافية لكرة القدم، وذلك بعد غياب دام أحد عشر عاماً. إن هذا الإنجاز لم يكن مجرد نتيجة مباراة كرة قدم، بل هو شهادة على قوة الإرادة والعزيمة التي تحلى بها الفريق وجماهيره على مدار السنوات الصعبة التي مر بها.
إن قصة النادي المكناسي ليست مجرد سرد لتاريخ رياضي، بل هي حكاية مليئة بالتحديات والصعوبات التي اجتازها الفريق. تأسس النادي في عام 1962 وأصبح سريعاً واحداً من الأندية المرموقة في المغرب، حيث استطاع تحقيق أول ألقابه في موسم 1965-1966 بالفوز بكأس العرش. ولكن المفارقة تكمن في أنه في نفس موسم التتويج عاد الفريق إلى القسم الوطني الثاني.
على مر السنين، ظل النادي المكناسي يتأرجح بين القسمين الأول والثاني، وعانى من نزول متكرر، مما جعله يكتسب خبرة فريدة في التعامل مع الضغوط والتحديات. ورغم هذه التذبذبات، نجح الفريق في التتويج بلقب الدوري المغربي في موسم 1994-1995، بعد موسم واحد فقط من الصعود، وهو إنجاز لم يسبقه إليه أي فريق آخر.
شهد النادي المكناسي فترة انهيار قاسية بدأت في عام 2013، عندما غادر القسم الوطني الأول. هذا الانهيار لم يكن فقط رياضياً، بل أثر على كافة جوانب النادي، من الإدارة إلى الجماهير. تبادل المسيرون الاتهامات حول المسؤول عن تدهور الفريق، فيما كان الجمهور وفياً ومخلصاً في دعمه للفريق حتى في أصعب الأوقات.
ورغم كل الصعوبات، ظل الفريق يكافح من أجل العودة. وبقيت روح الفريق وعزيمته قوية، مما أتاح له فرصة الصعود مجدداً إلى القسم الأول هذا الموسم بعد تعادله مع أولمبيك الدشيرة بثلاثة أهداف لمثلهما.
تُعدّ عودة النادي المكناسي إلى القسم الأول بمثابة حدث هام لكرة القدم الوطنية هناك بمكناس، حيث يُشكل عودة أحد أعرق الأندية الوطنية إلى الواجهة، بشكل من شأنه إثراء المنافسة في القسم الأول. إن وجود فرق مثل النادي المكناسي يعزز من جودة المباريات ويضفي نكهة خاصة على البطولة، نظراً لتاريخه العريق وجماهيره الوفية.
من خلال قصة النادي المكناسي، يمكن استخلاص العديد من الدروس. أولها، أن النجاح في الرياضة لا يقتصر فقط على الإمكانيات المادية، بل يتطلب إرادة قوية وإدارة حكيمة ودعم جماهيري مستمر. ثانيها، أن التحديات والصعوبات جزء لا يتجزأ من مسيرة أي فريق، لكن القدرة على النهوض والتعلم من الأخطاء هي ما يميز الفرق العظيمة.
اليوم، يتطلع النادي المكناسي إلى مستقبل مشرق في القسم الأول. ومع عودته، تتجدد آمال الجماهير في رؤية فريقهم ينافس بقوة ويحقق إنجازات جديدة. وبفضل الجهود المستمرة من اللاعبين والإدارة والدعم الجماهيري، يبدو أن النادي المكناسي في طريقه لاستعادة مكانته كأحد أفضل الفرق في المغرب.