اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان برنامجي اليمين واليسار “المتطرفين” يؤديان الى “حرب اهلية” بينما دافع زعيم اليمين المتطرف جوردان بارديلا الاوفر حظا في استطلاعات الرأي، عن جدية برنامجه واكد “استعداده لحكم” فرنسا.
في كلمة جديدة مطولة عبر بودكاست “Generation Do It Yourself” شدد الرئيس لهجته حيال حزب التجمع الوطني وفرنسا الابية (يسار راديكالي).
وقال جوردان بارديلا الرئيس الشاب لحزب التجمع الوطني من اليمين المتطرف خلال عرض برنامجه “نحن مستعدون” للحكم، في حين ترجح استطلاعات الرأي حصوله على 35,5 إلى 36% من الأصوات.
وقال المسؤول البالغ من العمر 28 عاما والذي يطمح لأن يصبح رئيسا للوزراء، إن التجمع الوطني “الحزب الوحيد القادر الآن وبشكل معقول على تحقيق تطلعات” الفرنسيين.
ورد رئيس الوزراء غابرييل أتال قائلا “إن حزب الجبهة الوطنية ليس مستعدا للحكم”. وأضاف في تصريحات لراديو أوروبا 1 وقناة سي نيوز إنه “حزب معارضة وليس حزبا حكوميا”.
أطلق بارديلا برنامجه الاثنين واقترح على وجه الخصوص “فرض السلطة” في المدارس “اعتبارا من بداية العام الدراسي في ايلول/سبتمبر” مع حظر الهواتف المحمولة فيها ومخاطبة المعلمين باحترام واختبار ارتداء زي رسمي.
في السياسة الخارجية أكد أن فرنسا ستواصل دعمها لكييف لكنه سيعارض إرسال صواريخ بعيدة المدى وقوات فرنسية إلى أوكرانيا. كما استبعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية معتبرا “أن ذلك يعني الاعتراف بالإرهاب”.
كما لوح بارديلا بالمخاطر في حال فوز الجبهة الشعبية الجديدة، تحالف احزاب اليسار(27 إلى 29,5% من الاصوات وفقا لاستطلاعات الرأي) المتحدة اليوم على الرغم من الاختلافات الجوهرية العميقة، متوقعا انفجار الهجرة أو حتى أزمة اقتصادية عميقة في البلاد.
يبدو معسكر الأغلبية الرئاسية بزعامة ايمانويل ماكرون الذي تعرض لانتقادات من كل حدب وصوب لحله الجمعية الوطنية، الأكثر ضعفا بين الكتل الثلاث المتنافسة (19,5 إلى 20%) حتى وإن تحالف مع الجمهوريين (يمين) المعارضين للتجمع الوطني 7 إلى 10%).
من ناحية تحالف اليسار يخضع جان لوك ميلانشون زعيم حزب “فرنسا الأبية” لضغوط لعدم السعي الى تولي رئاسة الوزراء في حال الفوز.
وصرحت زعيمة حزب الخضر مارين توندلييه لوكالة فرانس برس ان جان لوك ميلانشون “ليس زعيم الجبهة الشعبية الجديدة ولن يكون رئيسا للوزراء”.
من جهته شدد لوران بيرجيه على أن “الأمر الأكثر الحاحا هو تجنب التجمع الوطني” وليس معرفة من سيتولى رئاسة الوزراء. تم الاستشهاد بالمسؤول النقابي السابق، 55 عاما، المعارض لإصلاح نظام التقاعد المثير للجدل الذي تم تبنيه عام 2023، كرئيس محتمل للوزراء في حال فوز اليسار.
من جانبه ي ع د معسكر ماكرون المتهم بانه منفصل عن هموم الفرنسيين، بتعاون أكبر في الحكم. وقال ماكرون إنه يستبعد الاستقالة ووعد “بالعمل حتى أيار/مايو 2027” أي حتى نهاية ولايته مقرا بأنه من الضروري “تغيير طريقة الحكم بشكل كبير”.
وقال في رسالة إلى الفرنسيين نشرت الأحد في الصحف “إن الحكومة المقبلة التي ستعكس بالتأكيد تصويتكم ستضم كما آمل، الجمهوريين من مختلف التوجهات الذين سيعرفون كيف (…) يتصدون لليمين واليسار المتطرفين”.
وتبحث الأغلبية عن سبيل بين الخطاب الجامع في الوسط والتصريحات الهجومية على برامج خصومها