لم يكن أحد يتوقع أن يتحول اسم بوعدي إلى حديث الساعة في الأوساط الكروية الأوروبية بهذه السرعة. فمن تابع لقاء بوروسيا دورتموند أمام ليل في المواجهة الودية الأخيرة، يدرك أن هذا اللاعب الشاب لم يكن مجرد رقم إضافي على أرض الملعب، بل كان محور الحديث بين المحللين والنقاد، بل وحتى الجماهير.
ما قدّمه بوعدي خلال تلك المباراة لم يكن أداءً عادياً، بل كان عرضاً كروياً متكاملاً، أظهر خلاله إمكانيات تفوق سنه بكثير.
حركته الذكية بدون كرة، رؤيته الواسعة للملعب، وقدرته الفائقة على التحكم في إيقاع اللعب جعلت العديد من المحللين الألمان والفرنسيين في حيرة من أمرهم. كيف لشاب في مقتبل العمر أن يمتلك هذه النضج التكتيكي والمهارة الفنية؟
في المغرب، بات يُنظر إلى بوعدي كحالة استثنائية. وإذا كان الفرنسيون يشبهونه بـأدريان رابيو أو حتى إيمانويل بوتي، فإن المغاربة يجدون فيه ملامح من يوسف شيبو، اللاعب الذي شغل مركز الوسط لسنوات، رغم أن الفوارق بينهما واضحة سواء في الأسلوب أو في الحضور البدني والفني.
بوعدي أكثر مرونة، أسرع في اتخاذ القرار، وأكثر تنوعاً في أدواره على أرضية الملعب.
ما يميز بوعدي ليس فقط موهبته الفطرية، بل أيضًا شخصيته القيادية التي تظهر رغم صغر سنه. في مواجهة ليل، لم يتردد في المطالبة بالكرة، وتوجيه زملائه، والقيام بأدوار دفاعية وهجومية بسلاسة نادراً ما تُرى عند لاعبين في مثل عمره.
المراقبون يعتقدون أن الكرة المغربية أمام كنز كروي حقيقي. موهبة قد تتجاوز حدود المحلية لتصنع لنفسها مكانة في أكبر الأندية الأوروبية إذا استمر بنفس النسق التصاعدي.
وبينما تتسابق الأندية على اكتشاف الجواهر الخفية، يبدو أن بوعدي وضع اسمه في مقدمة المواهب التي تستحق المتابعة الدقيقة.
الأيام المقبلة وحدها ستكشف ما إذا كان هذا التألق مجرد فورة مؤقتة أم بداية لأسطورة جديدة في سماء الكرة المغربية والدولية.