وسط مرتفعات إقليم الحسيمة، تحوّلت غابات الأرز في تيزي إيفري إلى لوحة طبيعية ناصعة البياض، بعدما غطتها الثلوج الكثيفة، في مشهد يخطف الأنظار ويُعيد الحياة إلى هذه المنطقة الجبلية.
هذا التحوّل الموسمي ليس مجرد زينة طبيعية، بل هو حدث بيئي يحمل معه الخير للسكان والنظام البيئي على حد سواء.
مع تساقط الثلوج، باتت تيزي إيفري قبلة لعشاق المغامرة والطبيعة، الذين يبحثون عن لحظات من الصفاء وسط المناظر الجبلية الخلابة.
المشي على المسارات المغطاة بالثلج، واستنشاق الهواء النقي، والتقاط الصور وسط أشجار الأرز الشاهقة، أصبحت جميعها طقوسًا يقصدها زوار المنطقة كل شتاء، هربًا من صخب المدن.
لكن الجمال وحده ليس ما يميز هذه الفترة، فالتساقطات الأخيرة كان لها تأثير إيجابي على البيئة، حيث تغذت التربة بالمياه، مما عزّز خصوبتها وأحيا الغطاء النباتي.
البحيرات الجبلية والأودية، التي كانت تعاني الجفاف في فصل الصيف، استعادت تدفقها الطبيعي، مما ساهم في خلق توازن بيئي ضروري لاستمرار الحياة البرية في المنطقة.
هذا الانتعاش الطبيعي لم يقتصر على الأرض فحسب، بل امتدت فوائده إلى السكان المحليين، الذين يعتمدون بشكل كبير على الموارد الطبيعية لكسب قوتهم.
فقد ساعدت الثلوج والأمطار الغزيرة في إنعاش الأراضي الزراعية، مما يبشّر بموسم زراعي وفير، ويوفر مصدر رزق مستدام للعديد من العائلات.
تيزي إيفري ليست مجرد منطقة جبلية جميلة، بل هي مثال حي على العلاقة المتناغمة بين الطبيعة والإنسان، حيث يشكّل كل موسم جزءًا من دورة الحياة التي تضمن استمرار التوازن البيئي.
ومع هذه الهبة الطبيعية، تبقى مسؤولية الحفاظ على هذه الموارد وحمايتها من التدهور البيئي أولوية، لضمان أن تظل تيزي إيفري واحة بيضاء تعكس سحر الطبيعة في أجمل صورها.