محمد فارس
حكومة [أخنوش] كان وما يزال طالعُها نحسًا وسوف ترتبط في أذهانِنا هذه الفترةُ الكئيبةُ والصعبةُ بأنّ السماء شحّت، والأرض أجْدَبت، والوديانُ جفّت، وهذا لا يعني أنّ حكومةَ [أخنوش] هي السببُ في الجفاف، ولكنها ساهمتْ في انحباس الأمطار، بما تفشّى في البلاد من فساد، ومناكر، ومظالم لا تعدُّ ولا تُحْصى، لأنّ هطولَ الأمطار ربطهُ الله تعالى بشرط [الاستغفار]، حيث قال جلّ جلاله: [اِستغفِروا ربّكم إنّه كان غفّارًا يرسِل السّماءَ عليكم مدْرارا] الآية. ولكنّ حكومةَ [أخنوش] تمادَتْ في المظالم، ونظّمت مهرجانات المناكر، والرّذائل، ومسّت أقوات الفقراء؛ سئِل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أيّ الناسِ أحبُّ إلى الله؟ فأجاب عليه الصّلاة والسلام: [أحبُّهم إلى الله، أنفعُهم للناس]؛ ثمّ سئِل عليه السلام: وأيّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ فأجاب: [أحبّ أعمال إلى الله، سُرورٌ يُدخله على مسلم]، فهل [أخنوش] نفع المغاربة، أولُه سرورٌ أدخله على مُواطن بسياستِه منذ انتصَب في منصب هو ليس أهلاً له؟! الجواب: لا شيء، فلا هو نفع، ولا هو أدخل سرورًا على مواطن، وما الاحتجاجات التي تعرفها البلادُ من أقصاها إلى أقصاها إلاّ دليلٌ على إفلاس سياسة حكومة [أخنوش]..
منذ أيام قليلة، خرج الرئيسُ الفرنسي [ماكرون] إلى الشارع، فتجاذب أطراف الحديث مع مُواطن فرنسي غاضب، فقال للرئيس بكلّ هدوء: [أنتَ manipulateur et menteur]، وهذا ما يوصَف به [أخنوش] كذلك، ولكنّه لا يقوى على الخروج إلى الشارع حتى لا يسمَع ما سمعه في [أگادير] وهو [اِرْحَل!]، وسياسة [أخنوش] مثلُها مثْل سياسة [بنكيران]، بل فاقتْها في شتى أضراب [اللاّمعقول]، كيف ذلك؟ أهمّ مظهر من مظاهر اللامعقول، هو أنّ [أخنوش] أوتيَ به من خارج حزب الأحرار، فأصبح أمينًا له وهذه سابقةٌ فريدةٌ ثم بالغِش والتّدليس والمال تبوَّأ الرّتبة الأولى في انتخابات كانت مخدومة، فصار رئيسًا للحكومة، وهو يجرّ من ورائه أذيال خَيْبة عندما كان وزيرًا للفلاحة والمياه والغابات والصّيد البحري، فلا تقدُّم عرفه ولو قطاعٌ من هذه القطاعات، فلا فلاحة ازدَهرتْ، ولا مياهَ تَوفّرتْ، ولا أسماكَ تكاثرتْ في الأسواق، ولا غابات أينعتْ ولا أنفُس خيرًا استَبشرت، ومع ذلك، ومع كلّ هذه الإخفاقات، صار رئيسًا فاشلاً لأبْأَس حكومة عرفها المغرب في تاريخه.. لقد وعدَ [بنكيران] بمساعدة الأرامل والأيتام ثم تخلّى عن وعده، كذلك فعلَ [أخنوش] حيث تخلّى عن وعْده للمسنّين.. لقد وعدَ بمليون منصب شغل، فتبخّر ذلك الوعدُ لأنّه كان مجرّد طُعْم ألقاه لأسماك التّصويت خلال الانتخابات حيث تُمطِر سماءُ دِعايتِهم كذبًا وخداعًا وبهتانًا..
كانت “كاتْيوشا” الأسعار قدِ انطلقتْ من منصّة [بنكيران]، ولكن هذه الـ”كاتيوشا” الـمُدمِّرة تطوَّرتْ على يد [أخنوش]، وإذا كانت الـ”كاتيوشا” يلقِّبها الرُّوسُ في الحرب العالمية الثانية [مَزامير ستالين] لقُوَّتِها التّدميرية، فإنّ كاتيوشا الأسعار يمكن أن نسمِّيَها [كاتيوشا أخنوش] لأنّها خلّفتْ فقراء، ودمارًا للقوّة الشّرائية، واستفاد من نيرانها [أخنوش] وأزلامُه ولوبيّاتُه.. وفي الحكومة، عيَّن أوثانًا “تسبِّح” باسمه، وتَأْتَمِر بأمره، فتجد [لقجع] كريمًا كرَمًا حاتِميًا مع مدرّبي كرة القدم؛ وتجد [بنْسعيد] مِعْطاءً مع الـمُغنِّين والتّافهين؛ وتجد [وَهْبي] مستأْسِدًا على المحامين، ويدَّعي أنّه يَعرف لون التقاشر في أقدام الناس؛ وتجد المتقلِّبَ في المناصب الذي التقى في المرّيخ مع مِلِك [النّرويج] وأعني به [العَلَمي الطّالبي] الذي وصَف المغاربة بالمرضى، فيما المريضُ حقّا، هو المريض بالمناصب، الـمُصاب بداءٍ عُضال يسمَّى [دَهْماء الكَراسي].. منذ أيام، قامت برلمانية وخاطبَتْ [أخنوش] قائلةً: أخاف أن يَنطبق عليكَ حديثُ رسول الله الذي قال: عَلاماتُ الـمُنافِق ثلاث..]، فقاطعَها رئيسُ البرلمان [الطّالبي]، لأنّه يَعرفُ مسْبقًا هذه العَلامات الثلاث وهي أنّ المنافِق إذا حَدّثَ كذِب، وإذا وعَدَ أَخلف، وإذا ائْتُمنَ خان، وصدَق رسول الله صلى الله عليه وسلّم.. ويَبقى السُّؤال المطروح: ماذا يَفعل [نزار بركة] وأميـنُ حزبٍ عَريق في حكومة لم يُصوِّتْ عليها المغاربة ولا تُمثّلهم؟ وفي الختام، نختم بفضيحة تمثِّل أرقى درجات اللاّمعقول، وهي تواجُد النائب الأول لـ[بنكيران] في حكومة [أخنوش]، ولـمّا انفَضح أمرُه، وظَهر سِرُّه، قدّمَ استقالتَه من الحزب، وفضَّل [أخنوش] على [بنكيران]؛ فلا تَغترّ بتدَيُّنِهم، فالمالُ والمناصبُ ضالّتُهم..