نجح جنرالات الجزائر في تهريب زعيم مليشيات “البوليساريو” من المحاكمات في إسبانيا، عبر إرسال طائرات تابعة للرئاسة الجزائرية لجلب “غالي” المتهم بجرائم إبادة جماعية وجرائم تعذيب في حق إسبان، والفرار من المتابعة القانونية بمدريد، بعدما فضحته الاستخبارات المغربية وكشفت تواجده على الأراضي الإسبانية، الأمر الذي أوقد نار الأزمة بين الرباط و مدريد، اختار فيها المغرب نهج الوضوح و الواقعية، ومعاتبة الجارة الشمالية على ضرب الثقة المتبادلة بين البلدين ارضاء لجنرالات الجزائر ة التستر على مجرم حرب.
وتسلل زعيم مليشيات “البوليساريو” كالفأر الهارب ليلا من المصيدة، مرتعدا خائفا، الى مطار صغير ليستقل طائرة أجرتها الجنرالات من مال الشعب الجزائري لجلب مجرم حرب وزعيم مرتزقة تاريخه مليء بالدماء و المؤامرات، حاملا جواز سفر مزور و هوية مزورة ، للهروب من القضاء الاسباني بتواطئ مع حكومة مدريد.
و دخلت الأمم المتحدة، على خط الأزمة بين المغرب وإسبانيا داعية الى ” إجراء حوار مفتوح بهدف حل جميع القضايا العالقة بينهما، حيث أكد المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي عقده في المقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك، “عندما يكون هناك توتر بين أي دولتين من الدول الأعضاء في هذه المنظمة “الأمم المتحدة” مثل ما نشهده بين المغرب وإسبانيا حاليا، فإننا دائما نحث على إجراء حوار مفتوح بينهما لحل كل المشاكل العالقة”.
من جهته وصل زعيم مليشيات “البوليساريو” للجزائر قادماً من إسبانيا التي غادرها من مطار بامبلونا على متن طائرة مدنية قالت وسائل إعلام إنها فرنسية استأجرتها الجزائر بعد أن أمضى 44 يوماً في مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو الإسباني، حيث قالت صحيفة “إل إسبانيول” الإسبانية الأربعاء “أن الرباط تعتبر أن إسبانيا “سهلت هروب” غالي إلى الجزائر وأنها تستعد لاتخاذ إجراءات الرد المناسبة على قرار مدريد، وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادرها أن المغرب دعا السفير الإسباني إلى مغادرة البلاد في إجراء “استثنائي” يعني ضمنياً انهياراً تاماً للعلاقات بين البلدين.
و يصنف المغرب جبهة البوليساريو “جماعة إرهابية” وغالي جلاد ومجرم، و يعتبر أن إسبانيا تعطي الأولوية لعلاقاتها مع الجزائر و”الانفصاليين” الصحراويين على حساب المغرب.
وقالت وزارة الخارجية الإسبانية، إن غالي “خطط لمغادرة إسبانيا هذه الليلة على متن طائرة مدنية من مطار بامبلونا” في شمال البلاد، من دون أن تحدّد وجهة هذه الطائرة، مكتفية بالقول إنّها أخطرت السلطات المغربية بهذا الأمر، وأضافت أنّ زعيم البوليساريو “كانت بحوزته الوثائق التي دخل بها إلى إسبانيا والتي تحمل اسمه”، وأتى الإعلان عن مغادرة زعيم البوليساريو الأراضي الإسبانية بعد ساعات على مثوله عبر الفيديو أمام قاض إسباني استجوبه بشأن شكويين قدّمتا ضدّه في ملفّي تعذيب وارتكاب إبادة، في جلسة قرّر في ختامها القاضي تركه من دون اتّخاذ أي إجراء بحقه.
و اضطرت الطائرة، التي غادرت الجزائر العاصمة الثلاثاء متجهة إلى لوغرونيو لتقل زعيم “البوليساريو” المدعو إبراهيم غالي، إلى العودة أدراجها بأمر من مراقبين عسكريين، وذلك حسب ما كشفت عنه مصادر من مديرية الملاحة الجوية في إسبانيا (إينير)، وأوضحت هذه المصادر لوكالة “أوروبا برس”، “تلقى المراقبون المدنيون في مديرية الملاحة الجوية في إسبانيا، في وقت مبكر من صباح اليوم، تعليمات من زملائهم العسكريين لإبلاغ الطائرة القادمة من الجزائر العاصمة المتجهة إلى لوغرونيو بأنها لا تستطيع التحليق فوق الأجواء الإسبانية”، وأضافت المصادر ذاتها أن “إينير”، بصفتها المدبر للملاحة الجوية الوطنية، نفذت التعليمات التي تلقتها وعادت الطائرة أدراجها.
وكانت المتحدثة باسم الحكومة الاسبانية ماريا خيسوس مونتيرو، صرحت في وقت سابق، بأنها لم تكن على علم بأن طائرة تربط الجزائر العاصمة ولوغرونيو، كانت تحلق فوق الأجواء الإسبانية، غير أنها أقرت بأنه عندما يفي بالتزاماته لتلبية طلب قاضي المحكمة الوطنية، يمكن للمدعو إبراهيم غالي أن يغادر إسبانيا.