قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، انه بعد عشرة أشهر من الإبادة الجماعية المتواصلة التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة، تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين المُعلن عنهم رسمياً ال 40,000 شهيد وشهيدة، ليشمل 70% من الأطفال والنساء. إلا أن هذه الأرقام المروعة لا تعكس حجم المأساة لانها لا تتضمن اعداد الذين استشهدوا ليس بفعل الرصاص الإسرائيلي المباشر أو القنابل الأمريكية، بل من خلال آثار الحصار شديد والقصف الذي دمر بنية غزة التحتية والخدمات الصحية الأساسية فيها، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الخانقة.
ويؤكد دلياني: “الوضع في غزة ليس أقل من كارثة إنسانية بكافة المقاييس. حتى رئيس الولايات المتحدة، على الرغم من تواطؤه في الإبادة الجماعية، وصَفها بـ ‘الجحيم المطلق’. ومع ذلك، لا يزال المجتمع الدولي صامتاً بينما يرتقي ابناء شعبنا من القصف وانعدام علاج الإصابات، والجوع، والحر الشديد، والعطش، والأمراض—جميعها نتيجة القصف والحصار الإسرائيليين المستمرين.”
يضيف دلياني: “كان استهداف المنشآت الطبية مدمراً بشكل خاص. فقد عمدت قوات الاحتلال إلى تعطيل 34 من مستشفيات غزة الـ36، مستهدفةً 161 منشأة طبية بشكل إجمالي. وقد استشهد أكثر من 500 من العاملين والعاملات في مجال الصحة، بما في ذلك أطباء وطبيبات مَهَرة. ومتميزون” ويلفت دلياني إلى أن استهداف المهنيين الطبيين والبنية التحتية من قبل قوات الاحتلال هو فعل إبادة جماعية صريح، يرمي إلى إلحاق أقصى درجات المعاناة والوفيات بين المدنيين. وقد وثقت منظمة أطباء لحقوق الإنسان أكثر من 1,000 هجوم اسرائيلي متعمّد على العاملين في المجال الطبي والمنشآت الصحية، مما زاد من أزمة الصحة بشكل عام.
ويشير دلياني: “تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة هو تكتيك حرب مصمم بقصد لتعميق الكارثة الإنسانية. لقد ترُك المرضى وعائلاتهم في حالة من الضيق الذي لا يمكن تخيله، مما ساهم في ارتفاع عدد الضحايا الذي كان يمكن تجنبه. فالتقديرات أن من بين 350,000 من الذين كانوا يعانون من أمراض مزمنة في بداية الإبادة قبل عشرة اشهر، قد ارتقى عشرات الآلاف منهم بسبب نقص الرعاية الطبية وظروف المعيشة القاسية. وبعض التقديرات تضع عدد الشهداء الحقيقي عند 186,000.
ويقول المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، “يؤدي تدمير القطاع الطبي، بالإضافة إلى تدمير أنظمة الصرف الصحي وفرض مجاعة، إلى زيادة الأمراض المزمنة. وانه مع انتشار الأمراض مثل التهاب الكبد A بسرعة وعدم توفر العلاج، فإن مستقبل سكان غزة في خطر شديد. الوضع مأسوي ايضاً لأكثر من 90,000 فلسطيني أصيبوا بجروح خطيرة جراء القصف الإسرائيلي، مع 10,000 في حاجة ماسة لإجلاء طبي—عملية تعرقلها الآن سيطرة دولة الاحتلال على معبر رفح.”