في مشهد حمل الكثير من الرسائل الضمنية، حضر سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي وأحد الوجوه البارزة في المشهد السياسي المغربي، إلى قاعة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، وهو يحمل بين طيات ملامحه ثقة واضحة ونبرة تحدٍ غير مألوفة في مثل هذه المواقف.
الناصري، الذي يواجه تهمًا ثقيلة في ما بات يعرف إعلاميًا بـ”قضية إسكوبار الصحراء”، بدا حازمًا خلال مثوله صباح الجمعة أمام الهيئة القضائية التي يترأسها القاضي علي الطرشي.
وبينما أنصت الجميع لتصريحاته، اختار الرجل أن يفتتح مداخلته بشكر المحكمة، قبل أن ينفي بشكل قاطع كل ما نُسب إليه من تهم.
“أنا بريء”، قالها الناصري بوضوح، مضيفًا أنه لا يطلب سوى مهلة لكشف الحقيقة الكاملة. وأكد أنه سيضع نفسه رهن إشارة العدالة، وسيساهم بكل ما لديه من معلومات في سبيل الوصول إلى الحقيقة التي يراها مختلفة عمّا يتداول.
المثير في ظهوره لم يكن فقط في نبرته الهادئة والمستقرة، بل في وعده بتقديم “معطيات حقيقية” قال إنها قد تقلب مسار الملف برمّته. تصريحات فتحت الباب أمام الكثير من التأويلات حول طبيعة هذه المعطيات، وماذا يخفي سعيد الناصري بين السطور.
وبينما لا تزال تفاصيل القضية تثير اهتمام الرأي العام، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يمتلك سعيد الناصري بالفعل أوراقًا قادرة على قلب الطاولة، أم أن الأمر مجرد دفاع تقليدي في مواجهة اتهامات لا يمكن الاستهانة بها؟