استفاق سكان إقليم زاكورة، صباح اليوم الخميس، على وقع اضطرابات جوية عنيفة باغتت المنطقة بعاصفة رعدية قوية مصحوبة بأمطار غزيرة، سقطت خلال فترة قصيرة مخلفة سيولاً جارفة اجتاحت عدداً من المناطق، وأحدثت خسائر مادية كبيرة، خصوصاً على مستوى النشاط الفلاحي.
وبحسب شهادات متطابقة من عين المكان، فقد تسببت هذه السيول في تلف مساحات واسعة من الأراضي المزروعة، وعلى رأسها حقول “الدلاح” التي تُعد من المحاصيل الرئيسية التي يعتمد عليها عدد كبير من الفلاحين الصغار في معيشتهم اليومية. الأضرار لم تتوقف عند حدود المزروعات، بل طالت بعض المسالك الطرقية، خصوصاً غير المعبدة، ما عطّل حركة التنقل بين عدة دواوير معزولة.
وأثار المشهد قلقاً واسعاً وسط الساكنة المحلية، التي باتت ترى في هذه الظواهر المناخية المتطرفة مؤشراً مقلقاً على التحولات البيئية التي بدأت تفرض إيقاعها القاسي على الإقليم. ويأتي هذا الحادث بعد أيام فقط من نشرية إنذارية أصدرتها مصالح الأرصاد الجوية، كانت قد نبّهت فيها إلى احتمال حدوث عواصف رعدية في مناطق الجنوب الشرقي، بما فيها زاكورة.
وفي الوقت الذي تتابع فيه السلطات المحلية تطورات الوضع ميدانياً، تتعالى أصوات عدد من الفاعلين المدنيين والمواطنين للمطالبة بتقوية البنيات التحتية، وبتسريع وتيرة تأهيل المسالك الحيوية، حمايةً للأرواح والممتلكات من آثار كوارث طبيعية تتكرر بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.