تعمل المنصات الالكترونية التي تعتبر ممهدة لرؤية “ميتافيرس” لمستقبل الإنترنت، كمشاغل عمل تطور منتجات مخصصة للبيع في الحياة الواقعية.
ويتقلص الحاجز بين العالمين الرقمي والمادي بدءا من أحذية رياضية مصممة في العالم الافتراضي ومصنوعة في العالم الحقيقي، وصولا إلى المصممين الذين يجربون ملابس على شخصيات رقمية رمزية (أفاتار) قبل صنعها.
ويقول مصمم الأزياء الفرنسي جوليان فورني الذي يدير داره الخاص للأزياء “في الحياة الواقعية، تكل ف صناعة المنتجات الكثير”، معتبرا أن الانترنت هي “مكان مفتوح لاختبار الأشياء افتراضيا وإعادة إنشاء صلة وصل وثيقة مع التجربة في الحياة الواقعية”.
ويأتي الصخب حول السلع الافتراضية وسط توقعات بأن عالم “ميتافيرس”، وهو نسخة من الواقع الافتراضي للإنترنت، سيحل مكان الانترنت الحالي.
في الأشهر الأخيرة، حاول عدد متزايد من العلامات التجارية تأسيس وجود في منصات رقمية يتحد ث عنها الجميع بدءا من “روبلوكس” وصولا إلى “فورتنايت”، خوفا من تفويت أي تحول تكنولوجي واجتماعي مهم.
ومسألة تفاعل المستخدمين مع السلع عبر الإنترنت، وماذا يختارون أو يتجاهلون، تشك ل فرصة منخفضة الأخطار والكلفة لدى الشركات في عملية تطوير منتجاتها.
ويقول الشريك في شركة “ماكينزي اند كومباني” للاستشارات أخيم بيرغ إن هذا الأمر ي عتبر جزءا من اتجاه أساسي للاستفادة من البيانات التي جمعت عبر الإنترنت “بهدف تطوير مجموعات أفضل، لوضع توقعات أفضل”.
ويضيف أن جائحة كوفيد-19 ساهمت في تقليص المسافة بين الواقعين الافتراضي والحقيقي من خلال دفع عدد كبير من المصممين على ابتكار تصاميم ثلاثية الأبعاد، وذلك لعدم القدرة على لقاء العملاء شخصيا .
وتمثلت إحدى جوانب العملية بمطابقة كل زوج رقمي بيع في ذلك اليوم بأحذية ملموسة ويمكن كل مشتر الحصول عليها بعد ستة أسابيع.
ويقول بونوا باغوتو، وهو واحد من مؤسسي “RTFK” التي استحوذت عليها شركة “نايكي” العملاقة في ديسمبر، لصحيفة وول ستريت جورنال “نعتقد أن العلاقة العاطفية تجاه الأشياء الملموسة لا تزال مهمة ويمكن أن تزيد الارتباط” بالمنتجات الرقمية.
وأنشأ تطبيق “Aglet” الذي يمزج بين الأحذية الرياضية الافتراضية والواقع المعزز، حذاء “تيلغ” الخاص به، على غرار أحذية “أديداس” و”ريبوك”.
ويقول الرئيس التنفيذي للشركة راين ديفيد مولينز إن شركته تخطط حاليا لصنع أحذية رياضية حقيقية، مشيرا إلى أن الدفعة الأولى التي تضم 500 حذاء بيعت حتى قبل بدء الإنتاج.
ويضيف “بمجرد أن تتمك ن من تحديد حجم الطلب في هذه المنصات، يصبح من الأسهل بناء قناة نحو العالم الحقيقي لتصنيع المنتجات”.
وبدأ التطبيق التعاون مع مصممين شباب، قد تكون كلفة إطلاق علامتهم التجارية المادية باهظة بعض الشيء.
ويرى مولينز أن “المباشرة في تصميم المنتجات افتراضيا أسهل بكثير”.
وتعتبر منصة “Farfetch” للأزياء الراقية مثالا آخر على ازدهار هذا المجال. وأطلقت في آب/أغسطس صيغة تسمح للناس بالطلب المسبق لمنتجات “بالنسياغا” أو “أوف-وايت” او “دولتشه اند غابانا” الرقمية فقط.
وتتعاون المنصة مع شركة “دريس اكس” الذي يصمم ملابس افتراضية للتوصل إلى إصدارات مقنعة قدر الإمكان.
وتصنع القطع بعد ذلك في المشاغل بحسب الطلبات المسبقة فقط، وهي طريقة جذابة خصوصا للعلامات التجارية