هاجمت النائبة الأوروبية ورئيسة حزب “الهوية والحرية”، ماريا مارشال، بشدة سياسة التهدئة التي تنتهجها الحكومة الفرنسية مع الجزائر، ووصفت المصالحة الأخيرة بين البلدين بـ”الإهانة لفرنسا” و”اعتراف بممارسات النظام الجزائري”، منتقدة زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إلى الجزائر واعتبارها تراجعًا دبلوماسيًا خطيرًا.
وأكدت مارشال، في تصريحات لها على قناة “BFMTV”، أن العلاقة بين فرنسا والجزائر غير متكافئة، واصفة السياسة الفرنسية الحالية بـ”اللينة والخاضعة”، في وقت يُفترض فيه أن تتبنى باريس موقفًا أكثر صرامة، خاصة فيما يتعلق بقضايا الهجرة غير الشرعية واستعادة المهاجرين المرحلين، التي رفضتها الجزائر مرارًا.
وانتقدت مارشال ما أسمته “التسلسل في الاعتذار” الذي تعتمده الحكومة الفرنسية بشأن الملفات التاريخية، معتبرة ذلك “تنازلًا عن المصالح الوطنية الفرنسية”، في وقت تواصل فيه الجزائر – بحسب تعبيرها – اتخاذ مواقف عدائية وقطع العلاقات الاقتصادية والزراعية.
كما حملت الجزائر مسؤولية تدهور العلاقات، مشيرة إلى استمرارها في انتهاك حقوق مواطنين مزدوجي الجنسية، مثل الكاتب بوعلام سنصال، وممارسة سياسات عدائية تجاه باريس.
وفيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن المرحلة الحالية تشكل بداية لتعاون جديد بين البلدين، ترى مارشال أن هذا التعاون المزعوم مجرد “هزيمة دبلوماسية”، داعية إلى استخدام أدوات ضغط حقيقية مثل التأشيرات والتعاون الأمني.
وتأتي تصريحات مارشال في وقت دقيق تشهده العلاقات الفرنسية الجزائرية، التي زاد توترها عقب اعتراف باريس بسيادة المغرب على صحرائه، ما أثار غضب الجزائر، الداعمة لجبهة البوليساريو، وفاقم الخلافات بين البلدين.
ومع إعلان البلدين عن استئناف التعاون في مارس الماضي، يستمر الجدل داخل الأوساط السياسية الفرنسية حول مدى فاعلية هذا النهج، في ظل دعوات المعارضة لاعتماد سياسة أكثر حزمًا وقوة مع الجزائر.