كشف مرصد الدفاع الأطلسي، المختص في شؤون الدفاع والتسلح في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، أن مصر رفضت دعوة رسمية من الجزائر للمشاركة في مناورات “سلام إفريقيا 3”، المزمع تنظيمها بين 21 و27 ماي الجاري، بمشاركة جبهة البوليساريو، تحت إشراف لجنة الدفاع لمنطقة شمال إفريقيا التابعة للاتحاد الإفريقي.
وأكد المرصد، عبر منصته على “إكس” (تويتر سابقاً)، نقلاً عن مصادر وصفها بالمطلعة، أن “جمهورية مصر العربية رفضت قبول دعوة من الجزائر للمشاركة في نشاط عسكري يضم تنظيم البوليساريو في الجزائر”، في موقف وصفه مراقبون بأنه يحمل رسائل سياسية واضحة تتجاوز الطابع التقني أو العسكري للمناورة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه حساسية التوازنات الجيوسياسية بشمال إفريقيا، إذ يُنظر إلى مشاركة البوليساريو في تمارين عسكرية متعددة الجنسيات باعتبارها محاولة سياسية لإضفاء طابع “تمثيلي” على كيان غير معترف به أمميًا، وهو ما ترفضه الرباط بشدة وتعارضه دول عدة، من بينها مصر التي لطالما أكدت على تمسكها بوحدة الدول وسيادتها الترابية.
ويكتسي الرفض المصري دلالة خاصة بالنظر إلى كون القاهرة عضوًا في لجنة الدفاع لمنطقة شمال إفريقيا (NARC)، إلى جانب الجزائر، ليبيا، تونس، موريتانيا، والبوليساريو، وقد سبق أن شاركت في الاجتماعات الرسمية لهذه الهيئة، لا سيما لقاء رؤساء الأركان ووزراء الدفاع في ماي 2023.
وفي المقابل، تمضي الجزائر في تنظيم مناورات “سلام إفريقيا 3″، حيث عقدت وزارة الدفاع الليبية، مؤخراً، اجتماعاً تنسيقياً بمناسبة استعداد قواتها للمشاركة في التمرين الميداني الذي سيُجرى فوق التراب الجزائري، رغم الجدل الذي أثارته دعوة البوليساريو ضمن تشكيلات المناورة.
ويأتي هذا التطور في ظل تجاذبات إقليمية متصاعدة، لا سيما في ضوء التباينات بشأن قضايا الأمن الحدودي، مكافحة الإرهاب، ومستقبل التكامل الإقليمي في شمال القارة، حيث تسعى بعض الأطراف إلى إعادة رسم الاصطفافات عبر أدوات ذات طابع عسكري ودبلوماسي، وهو ما يجعل من هذه المناورات أكثر من مجرد تمرين ميداني، بل واجهة لاختبار المواقف والولاءات.