تحولت إحدى زوالات الخميس بشوارع تيكيوين إلى لحظات رعب حقيقية، حين أطلق سائق “خطاف” العنان لسيارته هارباً من شرطي مرور، بعدما رفض الامتثال لإشارة التوقف عند أحد التقاطعات الرئيسية.
الحادث بدأ حين حاول الشرطي إيقاف السيارة القادمة من الحي المحمدي في اتجاه آيت ملول، غير أن السائق بدل أن يبطئ السرعة، ضغط على دواسة الوقود، منطلقاً كالسهم في الاتجاه المعاكس وسط الأزقة، دون اعتبار لأرصفة أو مارة أو سيارات في طريقه.
في مشهد أقرب لأفلام المطاردة، راوغ السائق الأرصفة، وتفادى الاصطدامات بصعوبة، ناشراً الفوضى والذهول في عيون من صادفوه، خاصة حين تبين لاحقاً أن السيارة المعدلة تعمل بقنينة غاز البوتان بدل الوقود التقليدي، ما جعل الوضع أكثر خطورة واحتمال وقوع كارثة أمراً وارداً في كل لحظة.
أحد المواطنين وثق المطاردة بكاميرا هاتفه، حيث بدا الشرطي وهو يركض بلا تردد خلف السيارة الهاربة، في مشهد استثنائي قلّما تراه في الشوارع المغربية.
لكن لحظة التوقيف لم تكن أقل إثارة، إذ دخل السائق في حالة هستيرية وشرع في مقاومة الاعتقال بشكل عنيف، لدرجة أنه حاول عض يد الشرطي في محاولة يائسة للفرار، قبل أن يتدخل أحد الشبان الذين تابعوا الحادث، ونجح في فتح باب السيارة ومساعدة رجل الأمن في السيطرة على الجانح.
التحقيقات كشفت فصولاً أخرى من الفوضى، إذ تبين أن السائق لا يحمل رخصة سياقة، والسيارة لا تتوفر على أدنى شروط السلامة، وتُستغل في النقل السري، وهو ما عجّل بوضعه رهن الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة، لمتابعته بتهم ثقيلة تتعلق بتعريض حياة المواطنين للخطر، وعرقلة السير، واستعمال وسيلة نقل غير قانونية.
ورغم النهاية التي جنبت المدينة فاجعة، إلا أن الحادث أعاد طرح أسئلة مؤرقة حول تفشي النقل السري، والتهاون مع المركبات المعدّلة بشكل غير قانوني، والتي تتحول في لحظة إلى قنابل متحركة وسط الأحياء.