بلغ عدد زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب خلال دورته 29 أكثر من 316 ألف زائر، وهو ما يعادل زيادة إجمالية بنسبة 32% مقارنة مع عدد زوار الدورة السابقة، إلا أن هذا العدد يظهر ضعيفا أمام آخر رقم سجله معرض الدار البيضاء الذي بلغ عدد الزوار فيه في دورته الـ 25 رقم 560 ألف زائر.
ومنذ نقل المعروض الدولي للكتاب من الدار البيضاء إلى الرباط، تراجع هذا المعرض من حيث الزوار والعارضين والمداخيل، والأرقام المعلنة بعد نهاية كل نسخة.
ويرى العديد من المتتبعين للشأن الثقافي، أن المعرض الدولي للنشر والكتاب هذا العام خيم عليه طابع الفرجة والترويج، حيث تم استقبال العديد من الفنانين والكتاب الذين يحضون بشعبية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبدأت ملامح هذا التوجه تظهر، في اليوم الثالث من فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، حيث شهد المعرض ازدحامًا شديدًا واغماءات في صفوف الزوار، وذلك خلال حفل توقيع كتب لـ “الكاتب” السعودي أسامة المسلم.
وتسبب الإعلان الذي نشره الكاتب على حسابه الرسمي في انستغرام، والذي يتابعه 345 ألف متابع معظمهم من المراهقين، بتوافد عدد كبير من محبيه إلى المعرض، مما أدى إلى حالة من الفوضى والازدحام الشديد، ما دفع المنظمون إلى التدخل لتهدئة الوضع وإبلاغ جمهور الكاتب أن هذا الأخير غادر المعرض بشكل نهائي، وذلك حرصًا على سلامة الحاضرين.
في نفس السياق، أثار حضور الممثل المصري محمد رمضان، للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، جدلا واسعا، حيث اعتبر العديد من المتتبعين أن الاستقبال الكبير الذي خصص له من طرف وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد مبالغ فيه.
واستغرب العديد من المتتبعين للشأن الثقافي، من سبب استضافة الممثل المصري في المعرض، خاصة بعدما سرق الممثل المصري الأضواء، خلال لقاءه بمعجبة وابنتها بمعرض الكتاب، وتقبيله يدها، حيث ظهرت الأخيرة في مجموعة من الفيديوهات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، تبكي بطريقة هستيرية لحظة لقاءها بالنجم “رمضان”.
ووجه العديد من المتتبعين، إلى القائمين على المعرض اتهامات بمحاولة تحويل معرض الكتاب الذي يعتبر مجالا للمثقفين والأدباء إلى “مجرد نشاط للمؤثرين” الذين لا علاقة لهم بالثقافة والأدب والكتاب.
وحذر العديد من الكتاب والمثقفين من خطورة تسليط الأضواء الكاشفة على المؤثرين ونجوم مواقع التواصل الاجتماعي، وتقديمهم كقدوة للشباب والمراهقين.