في السنوات الأخيرة، شهدت الأندية الرياضية الكبرى في المغرب تدهورًا مقلقًا في قياداتها، مع توالي الأحداث والفضائح التي طالت رؤساء هذه الأندية. هذا الواقع المؤلم يثير العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الانحدار وتأثيره على المشهد الرياضي المغربي.
سعيد الناصيري وقضية “إسكوبار الصحراء”
كانت بداية الانهيار مع اعتقال سعيد الناصيري، الرئيس الأسبق لنادي الوداد الرياضي، وتورطه في قضية ملف “إسكوبار الصحراء”. هذه القضية لم تكن مجرد حادثة عابرة بل كشفت عن عيوب جسيمة في إدارة الأندية الرياضية وتورطها في أنشطة غير قانونية.
عزيز البدراوي وصفقات عمومية مشبوهة
لم يمضِ وقت طويل حتى تكررت الحوادث مع عزيز البدراوي، الرئيس السابق لنادي الرجاء الرياضي، الذي اعتقل في قضايا تتعلق بشبهات فساد في صفقات عمومية. هذا التورط أثار غضب الجماهير وأدى إلى فقدان الثقة في الإدارة الرياضية للنادي العريق.
رئيس أولمبيك آسفي وفضيحة تذاكر مونديال قطر
وكذلك كان الحال مع رئيس نادي أولمبيك آسفي، الذي تورط في ملف تذاكر مونديال قطر. هذه القضية لم تكن فقط تتعلق بالفساد، بل أظهرت أيضًا مدى استغلال بعض المسؤولين لمناصبهم لتحقيق مكاسب شخصية على حساب سمعة الرياضة المغربية.
محمد بودريقة والتحقيقات الجارية
وأخيرًا، جاء الدور على محمد بودريقة، الرئيس الحالي للرجاء الرياضي، الذي تم توقيفه في ألمانيا ويخضع حاليًا للتحقيق. رغم عدم صدور حكم نهائي بعد، إلا أن مجرد التورط في مثل هذه القضايا يضر بسمعة النادي ويعكس أزمة الثقة في الإدارة الرياضية.
:الخلط بين الرياضة والسياسة والأعمال الخاصة
النقطة المشتركة بين جميع هؤلاء الرؤساء هي الخلط بين الرياضة والسياسة والأعمال الخاصة. يبدو أن العديد من الرؤساء يستغلون مناصبهم في الأندية الرياضية لتحقيق مكاسب سياسية وتجارية. هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها أصبحت أكثر وضوحًا وتفاقمًا في السنوات الأخيرة.
هل يستخدم الرؤساء الأندية كملاذ آمن؟
التساؤل الأبرز هنا هو: هل يستخدم الرؤساء الأندية المغربية كملاذ آمن للهروب من المحاسبة مستفيدين من الدعم الجماهيري الكبير؟ من الواضح أن الشعبية الكبيرة التي تحظى بها الأندية توفر غطاءً قويًا يمكن أن يحمي المسؤولين من المحاسبة لفترة معينة. لكن، كما أظهرت الأحداث الأخيرة، لا يمكن الهروب من العدالة إلى الأبد.
إن الخلط بين الرياضة والسياسة والأعمال يضر بالأساس الرياضي ويؤدي إلى فقدان الثقة في القيادات الرياضية. يجب أن تكون هناك إصلاحات جذرية لضمان نزاهة الإدارة الرياضية وتحقيق الشفافية والمحاسبة. بدون ذلك، ستظل الرياضة المغربية تعاني من الفضائح والانحدار، مما يضر بمستقبل الأندية والرياضة بشكل عام.