لم تهدأ الحركة منذ فجر اليوم الإثنين في واحة تاركانتوشكا، حيث تتواصل عمليات التمشيط والتطويق التي تباشرها فرق الوقاية المدنية، إلى جانب مصالح المياه والغابات والسلطات المحلية، من أجل احتواء ما تبقى من آثار الحريق الذي شبّ بالمنطقة يوم أمس.
وحسب ما أفادت به مصادر من عين المكان، فإن التنسيق المحكم بين مختلف المتدخلين، وسرعة تعبئة الوسائل البشرية واللوجستيكية، كان لهما الفضل الكبير في تطويق ألسنة اللهب قبل أن تمتد لمساحات أوسع من الغطاء النباتي، ما خفّف من حجم الخسائر التي كان من الممكن أن تكون فادحة.
ورغم السيطرة شبه التامة على الحريق، تواصل الفرق عملها على الأرض لتبريد البؤر المتبقية والتأكد من عدم تجدّد الاشتعال، خصوصًا في ظل الظروف المناخية المتقلبة، حيث يشكل ارتفاع درجات الحرارة عاملاً مقلقاً.
ومن اللافت في هذه الأزمة، الحضور الفوري لعامل إقليم تزنيت، السيد محمد سالم الصبتي، الذي انتقل أمس إلى الواحة للوقوف عن كثب على سير عمليات الإطفاء، ومتابعة الوضع الميداني، وتقديم الدعم اللازم للأطقم المتدخلة.
وفي الوقت الذي يُنتظر فيه صدور تقارير رسمية لتحديد حجم الخسائر بدقة، بدأت أصوات بعض الفاعلين المحليين تطالب بتعزيز حماية الواحات ووضع خطة استباقية لمواجهة حرائق مماثلة، خاصة أن هذه المناطق تُعدّ من الثروات البيئية والثقافية الهشة التي تحتاج إلى عناية مضاعفة.