أعلنت إدارة السجن المحلي بالعرائش عن وفاة السجين “ي.أ”، أحد المدانين في قضية “خلية شمهروش” المرتبطة بجريمة القتل الإرهابية التي هزت منطقة إمليل أواخر عام 2018، والتي راح ضحيتها سائحتان أوروبيتان. وأفادت الإدارة بأن الوفاة وقعت مساء الثلاثاء داخل غرفته الانفرادية، موضحة أن السجين كان يعاني من اضطرابات نفسية وكان يخضع للمتابعة الطبية المنتظمة.
ووفق بلاغ رسمي صادر عن المؤسسة السجنية، فإن السجين المتوفى “كان يتلقى الأدوية المناسبة لحالته الصحية، وسبق أن تم عرضه على طبيبة المؤسسة ساعات قليلة قبل وفاته، بسبب معاناته من نزلة برد”.
إجراءات قانونية وإشعار العائلة
وفي إطار الإجراءات القانونية المتبعة، أكدت إدارة السجن أنها أبلغت النيابة العامة المختصة التي أوفدت عناصر من الدرك الملكي لمعاينة الجثة، وذلك بحضور طبيبة المؤسسة. كما تم إبلاغ عائلة المتوفى رسميًا، في احترام تام لما ينص عليه القانون المنظم للمؤسسات السجنية.
خلفية القضية: جريمة هزت الرأي العام
يُشار إلى أن السجين المتوفى كان من بين المدانين في قضية قتل السائحتين الدنماركية والنرويجية بمنطقة شمهروش السياحية في جبال إمليل، بإقليم الحوز، وهي الجريمة التي وُصفت في حينها بـ”المروعة” وأثارت ردود فعل واسعة داخل المغرب وخارجه.
وقد أُدين المعني بالأمر ضمن مجموعة من الأفراد بعد أن ثبت تورطهم في تنفيذ العملية تحت دوافع متطرفة وولائهم لتنظيم “داعش”، حيث تم تصنيفها جريمة إرهابية وتمت متابعة المتهمين بموجب قانون مكافحة الإرهاب.
السجون والضغط النفسي في قضايا الإرهاب
وتعيد هذه الوفاة النقاش إلى الظروف النفسية والصحية التي يعيشها المعتقلون في قضايا الإرهاب، إذ غالبًا ما يعانون من عزلة وقيود أمنية مشددة، ما يستدعي – حسب عدد من المتتبعين – توفير دعم نفسي متخصص داخل المؤسسات السجنية، خصوصًا في حالات المرض العقلي المؤكد أو المحتمل.
وبينما تُواصل السلطات تحقيقاتها للوقوف على ظروف الوفاة بدقة، فإن الحادثة تفتح من جديد باب التساؤل حول تدبير حالات المرض النفسي داخل السجون، لا سيما بالنسبة للمدانين في قضايا أمنية حساسة.