أطل الحارس المغربي ياسين بونو كبطل فوق العادة، ليكتب فصلاً جديداً في كتاب المجد لنادي الهلال السعودي، بعدما قدّم عرضاً أسطورياً أمام مانشستر سيتي وقاد فريقه لانتصار درامي بنتيجة 4-3، ضمن دور ثمن نهائي مونديال الأندية.
لم يكن الأمر مجرد تصديات عادية، بل ملحمة كروية حقيقية رسم ملامحها بونو منذ الدقائق الأولى، حين أغلق كل المنافذ بوجه طوفان السيتيزنز الهجومي، ليتحول إلى جدار لا يُقهر، وصخرة تحطّمت عليها آمال غوارديولا ورفاقه.
في الشوط الأول وحده، أنقذ بونو شباكه من 6 أهداف محققة، تاركاً زملاءه على مقاعد البدلاء ومدرّبه الإيطالي إينزاغي في ذهول من حجم الأداء. أما الشوط الثاني، فكان مسرحاً لاستمرارية الإبداع، حيث وقف كالأسد في عرينه، وتصدّى لكل الكرات العالية والمنخفضة، الحاسمة والمباغتة، لينهي اللقاء بإجمالي 10 تصديات، جعلته حديث الإعلام والجماهير، وعلامة فارقة في مشوار الهلال بالبطولة.
بعيداً عن لغة الانبهار، تقف الأرقام إلى جانب الحارس المغربي بكل وضوح: 23 تصديًا في مجمل مباريات البطولة حتى الآن، ما يضعه في صدارة أفضل الحراس أداءً، بشهادة الأرقام قبل المحللين.
احترام الخصوم كان أيضاً من نصيبه. المدرب بيب غوارديولا لم يتردد في الإشادة، واعتبر بونو “العامل الحاسم” في نتيجة اللقاء. أما النجم النرويجي إيرلينغ هالاند، فقد توجّه إليه مباشرة بعد صافرة النهاية، مصافحًا ومبديًا إعجابه بما قدمه من أداء مذهل.
الهلال، بفضل هذا الأسد المغربي، تجاوز واحدة من أصعب العقبات، وبونو بات أكثر من مجرد حارس.. إنه رمز للثقة، ودرع للأمل، وسبب رئيسي في الحلم المستمر.
وسيكون الموعد المقبل لبونو مع اختبار جديد حين يواجه الهلال فريق فلومينينسي البرازيلي، يوم الجمعة القادم عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت غرينيتش +1، وسط ترقّب كبير من جمهور الهلال ومحبي الكرة العالمية لمواصلة ملحمة التألق.